رحلة الأم والآب قبل 50 عاماً
وأيهما اشد شقاء ووطأة الأم ام الأب
أحيانا تأخذك الذكرة الى حافة البكاء
وأحيانا تأخذك الى زمن تحس بوجوده
وأحيانا تأنس به وتنام وتتبناه للإبد
هدية لمن عاش بين عام 1360-1399هـ
رحلة تتواتر يومياً بفصولها وتفاصيلها من الصباح للمساء
وليست بحبكة قصة خيالية او حبكة درامية أنما واقع فمن يختصر قصة او فلم قصير
فتعتمد على مخرج موهل وقليل من ينال جائزة اوسكار في اختصار القصة والحبكة
الدرامية ولكوني افتقر لتك الخبرة فأن القصة سوف تكون طويله وفيها من الاختزال
طلاسم ؛
لمن هم فوق سن الاربعين , ومن هم عاش قبل وبعد حقبة الملك فيصل رحمه الله مع احترامي وتقديري لا فئة الشباب ولاكن بإمكانهم ان يسالوا ابائهم عن ذلك الزمن ولأدري من اين ابدا من وقت الفجر او وقت المساء فكلاهما رحلة مكملة لرفقة والانسة والاستمتاع بطفولة وبمن حولك وسوف نصف في البداية حال البيت سواء من حجر او بيت شعر وكلا يتخيل حياته حسب ما عاش بظروفها حجرة العائلة او بيت الشعر بجانب البيت نخلة تراقبها كل يوم وداخل الحجرة جميع المستلزمات من زير, وجرة وتنور , ولمبة او فانوس وغرب ورحى وحافظة اللبن والحليب سواء شكوه او صميل وقليل من القعاد او المجلاس وشنطة خشبية وظبة ودلة وقليل من البن والهيل وبضع فناجين هذا ما يخص مستلزمات الام ؛ اما يخص الاب فهي محراث ومحقان البذور وجنبية وسيف وبندق ابو فتيل وبضع من الماشية وفي مقدمتها البقرة والحمار ومن هناء نبدأ يصيح الديك, معلناً قرب بزوغ الفجر وتبدا
رحلة الجميع واولهم نحن





تبدا الام؛
بفرك الكبريت رغم تهالكه لاكن الجيران بالقرب واشعال النار في الحطب وبيداء الوالد للمزرعة لا نها صارت روتين ويلف بها حتى شروق الشمس ويتفقدها ويقص اثرها حتى يعرف اثار الحيوانات التي تعدت على تلك المزرعة ؛ تراقب الام الحطب وتارة تخوض اللبن وهو حصليه عناء بعد الغروب وتارة تعجن وتارة تطبخ الدلة وهي في سباق مع الشروق يعود الآب وكانه خاض معركة برغم انه ليس هناك ثمر فالأرض مجذبة لاكن عادة نجتمع كلنا على مائدة الإفطار ونراقب احتساء القهوة لاكن لا تحاول فهو خاص للكبار وخط احمر , نفطر على عجل فنقتسم اتعاب الرحلة فالمعزة لها راعي, والضأن لها راعي والبقر والحمار لها راعي وبالعادة الاصغر نصيبه الاخير لكونه حول الحمى ويكون مرسال للجيران يقوم الجميع يعود الوالد للمزرعة وينظف كل شيء ويتناقر مع جاره بخصوص الحفر في الساقية وحالما يتصالحون فالكل بحاجة الاخر ويبدا صراع الجيران حول إحداثية البئر والفلج وينهي المسيطر الخلاف ويتم الصلح وتبدي الام للمزرعة وتنظف وتشيل وتحط وتحتطب وتروغ على عجل للبيت وتنظفه والتهيئة لإعداد الغداء , اما رحلة الرعاة فتبدا بشعبان ثم رؤوس الجبال ثم انحداراَ للأودية

بعد تحمل صياح وغثاء الحملان ومراقبتها من الاختفاء المتكرر فأحيانا يغط البهم وتفقد اثرها لان المكان يعج برعاة والويل ثم الويل لمن يقع فهناك تعداد دقيق والعقاب قاسي, في الوادي يتم استرخاء الجميع الغنم والرعاة والجميع يبارح الظل بين الاراك والاثل والطلح والسدر

ونبدأ ننتظر راعي البقر والمرسال لنا بالغداء ونتناوب متى يطل علينا الحمار لان غدانا على ظهر ذألك الحمار وياء له من غذاء لذيذ اما بقية افطارنا او خبز مفتوت بالبن وتبدا صعلكة الرعاة فتارة نتهوش ولاكن يتم الصلح والتكتم لان الكل سوف ينضرب المعتدي والمعتدى عليه ونقوم ببعض الخطط التكتيكية لسرقات فهناك حبحب في الجوار وراعية موجود ومستلقي تحت ظل السدر نقتسم المهمة وتتوزع الخطط فمن هو من يراقب الحارس بدون رمش او حس والاشارة كحة قويه تعنى الخطر ومن هو من يكون جاهز للفت انتباه الخصم ومباغتة بحبكة طلب ماء او السؤال عن الحلال الضائع واما المتمرس في الخطف فهو يزحف ومتساوي بالأرض وعلى شكل انسيابي وتقليد الثعبان الجبلي ويجيد التدحرج والانسحاب الى الخلف او التدحرج للقرب قشعه للاختباء بعد خطف الحبحبة ولأيهم آن قطافها ام لم يحن المهم انها وليمة دسمه , وغداً نبحث عن خطه جديده في الخطف وتبقى سراً حتى الممات ثم نعود للتهيئة لفترة العصر والتظاهر بالصلاح والفلاح للآب والجيران بتوزيع الماشية وحفظ الامن عند البئر فهناك يحصل تشابك بين المسيطرين والمارقين عن القانون وهيجان الغريزة لبعض البهائم ,نستعد للعودة تدريجيا الى البيت مع مراقبة الغروب فتسمع الجيران وتسمع كل سبة ولعنه لفريق الرحلة ولا تسئل بل قل اللهم سلمنا غير هرولة بعضنا حول الأطراف خاصاً للمتنمرين من الرعاة حالما يستسلم

تعود الإم
وعلى ظهرها الغرب بعد ملئه من بئر القرية الذي اطاح بجنبها والم واثقل كاهلها وعليها ان تحث في المشي فورائها تجهيز العشاء وتفريغ الغرب والقربة في والزير والجرة واشعال النار في التنور ومسابقة موعد نوماً اما الرعاة فيتم الاستعداد للحساب فالوالد يقوم بعد البهم والخراف وكامل العهدة وحضور بعض الجيران لشكوة احدنا .يعنى منضرب ملطم نستعد للنوم ويد في انية العشاء ويد بجانب الانية من شدة النوم الاولاد اثنين على مرقد واحد وكذلك الابنتين ثم نبدأ؛بسماع اصوات الحيوانات الضارية دون مشاهدتها لاكن بالوصف نعرفها ومراقبة النجوم وحفظ اماكنها وننتظر خروج القمر لاكن قد غشانا النوم وفاجئه تسمع بظرب الاب ولأتهتم به انه وقع المطر فتقوم مذعورا فاذا انت والغنم والبقرة داخل الحجرة للهرب من المطر ثم تراء جميع الثعابين تمشي بجانب الجدار من عبث الماء بجحورها ونتعايش مع تلك المخلوقات الاليفة ونستمتع بألوانها واشكالها لاكن يزعجك نطنطة البهم على مكان نومك ولحس العنز لا حدى الاذنين ثم نغط قليلا ثم نبدأ بالخروج للهواء الطلق وتسمع خرير الساقية من جانب مرقدك وتسمع برق هنا وهناك يلوح وتبدا بمغازلة الغيمة والنجمة فتارة تخفى الغيمة النجمة وتاره تخفى النجمة الغيمة , وتسرد قصة وتعيش لحظه وترقب بلهفة بزوغ الفجر لان القيعان والشعبان مملؤة بالماء واثار السيول التي تود ان تشاهدها في الصباح انتهت فترة جيل الملك فيصل رحمه الله وبقية معنا ذكراها, قد تكون حكمة الآهية بننا عشنا زمن قريب من زمن الصحابة لان الرسول عليه الصلاة والسلام نام على حصيره حتى اثرة على جنبه وتقول عائشة رضي الله عنها كان يمر علينا الهلال والهلالين ولا يوقد في بيت رسول الله علية الصلاة والسلام ناراً , وكان يصيب المطر كل متاعنا وقوتنا وعلى ما اعتقد ان زمنا كان شبيه بزمن الصحابة فكل ماهوا معنى كان في عهد الصحابة من رحى ومحراث وجرة وزير وغرب وبئر ورعى للماشية
وفي الختام
احببنا ان نجعل من هولاْ الرجال الذين "سكنوا الحجر وظل الشعر وشربوا من قاع الصخر" قصة للأجيال القادمة.
وتقبلوا من كاتب القصة ابن رديف ... فائق احترامي وتقديري ,
ودمتم بحفظ الله ورعايته
ودمتم بحفظ الله ورعايته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق