بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

"الينبوع والندى "الخاطرة رقم 12

صوت خرير النبع
في الشمال من بيتنا المكونة من الحجر والسعف يلاصقها شعيبا صغيرا وعلى اطرافه تنمو شجيرات النبع  والسلم والوهط وأشجار المض ازهارها حمراء وإذا اينعت اصفرت وتختزن في داخلها رحيقا من العسل  وقليل من شجر الاراك ووتراً من النخيل وبجانب النبع جلموداً من جذع السد! قد اتخذت منه النحل بيتا لها وللعسل ويعج بهذا النبع كل أشكال الحياة من "زهر وشجر وحشر وطير" وتشاركه حيوانات الليفة وضارية وكلما زاد صوت خرير النبيع اضاف جمال يفوق وصف الخيال ففي الصباح استمد من النبع النشاط والتفاؤل وفي الليل وانا على مرقدي والعين تتفقد النجمة التي اراقبها دائما ففيها يحلو المنام على الرغم من فساد الغيمة تلك المشاهدة.. فتاره تخفي النجمة الغيمة وتاره تخفي الغيمة النجمة وتارة تتدخل المزنه وتغمض العين لا اخلو بتحسس بالأذن صوت خرير النبيع والملم أطرافي عند اختفاء خرير النبع فيبدو ان هناك ضبعا قرر ان يشرب فصرت اعرف خريره من كثر ما اسمعه وأراقب وأتحسس لذهاب صوته ورجوع صوت خريره فالنبيع زائر مرتحل يجمع من امطار الربيع ويختزن بين اخاديده وصخوره ما يفيض من الشعيب والساقية ومن هنا وهناك ويحاول ان يبقى خرير النبيع متواصل لثلاثة اشهر وعند انكفافه تموت كل اشكال الحياة ويرحل عن ضفافه كل كائن حي ليبداء الصيف يشوى ويجفف كل أغصان أشجار السلم والوهط والمض وحتى النبع
وفي الختام
تقبلوا من اخوكم ابن رديف ومن النبع فائق المحبة الملازمة لكم وبكم وفيكم وكل الاحترام ونتمنى ان يفي النبيع ويكلل مساعيه بنجاح بجمع كل محبيه من شجر وزهر وطير وحشر وأوعد النبيع ان يعزف لنا بصوته صوت الخرير على صخره ملساء ويلحن صوت دوي الساقية على وتر صخوره وأحجار المرو التي يغطيها زبد النبيع ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق