بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 ديسمبر 2015

"المزارع والطير "الخاطرة رقم 16

يكر ويفر المزارع ليأكل وتعيش صغاره’
ويكر ويفر الطير لتأكل وتعيش صغاره ,
وأيهما يوقع بالأخر
..............
لازال السجال قائما الى يومنا هذا بين الطير والمزارع فمتى ما وجد المزارع وجد الطير ؛ وعلى ما يبدو ان الصراع له علاقة ايدلوجية أكثر من وجودية ولذلك ( تم تفعيل قواعد الاشتباك) بين الطرفين متى ما وجدت الضرورة كجزء من الحل الأساسي 




يقول المزارع  
... 
يحل فصل الخريف وننتظر نزول المطر ، ثم نقلب التربة وتهيئتها ثما نبذر الأرض شبراً شبراً , ونبذل جهداً من الوقت والصحة , ونحن نسير في خط مستقيم ثما ننتظر على قدم وساق حمايتها من البهائم حتى يحيين حصاد ثمارها , ثما نقصها وننشرها وفردها وتنشيفها, ثما فركها وتصفيتها من قشورها , ثم جمعها وتكييسها لنخرج فرض خراجها للسائل والمحتاج , ونرضى  ونسعد , ونعيش عيش الكفاف الكرام ، حتى ظهرت لنا يا هذا "الطير الصغير الشقي" وتقظ مهجعنا وتزيد من وطأة الجهد علينا  فأصبحنا نفكر فيك  ليًلاً ونهاراً في كيفية منعك , احرمتنا النوم والتجوال في الأسواق ومحادثة الجيران , واقلقتنا واخرجتنا في القوائل بالطرد ورائك , واجبرتنا ان نبني العشاش ونسكنها وبسببك قل شوفنا وحارة بصيرتنا ، وشابت رؤوسنا , وقد  هرمنا بسببك والدهر, فكيف لنا ان نمنعك  وانت تقفز من سنبلة لسنبلة وتطير من شجرة لشجرة , ثما تختبئ بين السنابل حتى اذا أيقنت بنا قد عدنا للظلِّ , ظهرت لنا متحدياً حتى جررتنا , ان نعظ على الأنامل من الفيض في سبيل الوصول إليك بتكسير عشرات السنابل , لتلقينك الدروس فلم يعد ينفع معك نار البارود , وضرب الطبول , والسوط والمفقاع ان قلنا اناني فلست باناني , وان قلنا عنصري فلست بالعنصري ، فمنكم من هو اكوع واشيب واصفر المنقار والذيل , ومنكم  من هو بلبل وكناري فمن انت أيها الطير الشقي التعيس, ومن أي عالم انت فلا انت اكلت من حصادنا عن طيب نفس ، ولا انت تركتنا نجني ثمارنا يا هذا الطير الشقي
يرد الطير قائلا
... 
ثكلتك  امك  وطرحتك ارضاً من مزارع بائس وتعيس , والعجب كل العجب من القول والفعل فالأرض والثمر لله فأين الخراج للسائل والمحتاج , فانت بين القول ومن ذاك الفعل "فكم بذرتاً وهبته لنا ولغيرنا " أيها المزارع التعيس والمجرم البخيل" تطاردني من غصن لأغصن وافزعتني وافزعت صغاري وقصصت كل شجرة ' تأويني واحرقت اعشاشي وقتلت فلأذاتي ، واحرمتنا حتى من تبادل الغناء فيما بيننا عند اللقاء ، فتارة تصبح وتاره تقرع الطبول وتاره وانت بواردي وكأنك في ساحة قتال ومن اجل بذرتين  لا تغنى ولا تشبع من الجوع ، اقلقتني وحرمتني لحظات اطعام صغاري وحلت بيني وبين اتمام رسالتي في الذود عن حياض أوكاري وفلذاتي ليستمر التكاثر وبقا الطير, فإن لي رسالة مثلك اوديها فلم تراعي ضعفي وقلت حيلتي ، وحان  الآن ان تسأل نفسك من انت ؛ ومن أي عالم انت ؛ فلا يعجبك فن لغة الطير وإبداعه ؛ ولا تعجبك بهيت الالوان وزينتها ؛ ولا يعجبك مشاركتك قوتك وجوارك 
إيها المزارع البائس التعيس

 

وفي الختام
 يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا"  رواه الترمذي والنسائي وبن ماجة , وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ قال : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُم 
وتقبلوا من اخوكم "ابن رديف "اجمل وارق الكلمات متوجة بالورد والياسمين ودمتم بحفظ علام الغيوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق