بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 6 نوفمبر 2016

الأندلس"الخاطرة (رقم 41)

من الذي اضاع بلاد الفردوس .
العثمانيون ؛ ام ؛ الصفويون.
................
نظرت (عائشة الحرة ) إلى ولدها أبي عبد الله الصغير ، لما سمعا معاً صهيل الخيل فوق الهضبة والتي سميت فيما بعد بـ (هضبة زفرة العربي الاخيرة ) ، نزلت على إثر تنهداتها ، دمع من عيني ولدها .. الأمير المخلوع (أبو عبد الله) ..حيث صار عزاؤه هو البكاء ... حينها .. نظرت إليه أمه ... وقالت له : نعم .. ابكي .. ابكي .. كالنساء ملكا مضاعا .. لم تحافظ عليه كالرجال .. كانت قطرات الدموع هذه هي آخر عهد المسلمين بالأندلس .. وآخر عهد أبي عبد الله نفسه بهذأ البلاد "بلاد الفردوس المفقود"؛.
القصيدة لأبو البقاء الرُندىّ الأندلسي - رحمه الله يرثي بلاد الاندلس .
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ *** فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ *** مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد ***ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ *** اذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ *** كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ *** وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرم *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب ***وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له *** حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك ***كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه *** وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوان
ُ كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ *** يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة ***ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزان
ُ ولـلحوادث سُـلوان يـسهلها ***ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوان
ُ دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له *** هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلان
ُ أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ *** حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
فـاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) ***وأيـنَ (شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم ***مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ *** ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركانَ الـبلاد فما ***عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركان
ُ تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمان
ُ عـلى ديـار مـن الإسلام خالية ***قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمران
ُ حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما ***فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبان
ُ حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ***حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ *** ان كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ ***أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها *** ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً ***كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ ***كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ ***لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطان
ُ أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ *** فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان ؟
مـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ *** وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟
ألا نـفـوسٌ أبَّـيّاتٌ لـها هـممٌ ***أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ *** أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم *** والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ *** عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوان
ُ ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ ***لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزان
ُ يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما ***كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدان
ُ وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت *** كـأنـما يـاقـوتٌ ومـرجـان
ُ يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً ***والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ
"العثمانيون والأندلس '' الحقائق الغائبة.
أين كان العثمانيون عندما سقطت دولة الإسلام في الأندلس؟! ولماذا لم ينتفضوا لحماية أعظم حضارة إسلامية قامت في أوروبا؟! هل خان العثمانيون إخوانهم الأندلسيين ؟! أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن سقوط الأندلس ودور الخلافة العثمانية تجاهها .
ونحن في هذا المقال نجيب عن هذه الأسئلة ونضع أمامكم الحقائق التي أُخفيت عن عمد لتظهر الدولة العثمانية كدولة خائنة باعت الأندلس وتركتها فريسة في يد النصارى الأندلس والدولة العثمانية، لكي تتضح لنا الأمور جيداً لابد لنا من أن نفهم طبيعة الدولتين وأحوالهما في تلك المرحلة،  ففي الوقت الذي كانت دولة بني عثمان تشق طريقها لتعلن عن نفسها وترفع الراية بعدما كادت أن تسقط في أواخر الحكم العباسي مع بدايات القرن الخامس عشر الميلادي كانت دولة الأندلس في الغرب تسارع نحو الانهيار، حيث الصراع على الحكم بين ملوك الطوائف وانتشار الفتن واستعانة بعض ملوك المسلمين بالنصارى ضد إخوانهم، وبدأت ممالك الإسلام تسقط واحدة تلو الأخرى، وبالتالي كان المشهد في العالم الإسلامي على هذا النحو: دولة فتية تبدأ مجدها وتحارب على عدة محاور لإثبات نفسها وتخوض معارك طاحنة ضد أوروبا في الغرب والدولة الصفوية الشيعية في الشرق، ودولة أخرى يأفل نجمها في الأندلس ويتصارع ملوكها وتنهار ممالكها في يد النصارى واحدة تلو الأخرى .
هل بالفعل تخلت الدولة العثمانية عن الأندلس؟
لا زال كتاب ومثقفون أتراك يحاولون إنكار ذلك  الاتهامات  للدولة العثمانية بأنها تخلت عن الأندلس ولم تتحرك لنجدتها وقد انساق وراءهم جمع كبير من عامة المسلمين للأسف الشديد. والحقيقة أن هذا الكلام محض كذب وافتراء فالدولة العثمانية بذلت الكثير من المحاولات لنجدة الأندلس .
فما أن وصلت الاستغاثات للسلطان محمد الفاتح الذي كان منشغلا بفتح أعظم مدن أوروبا في ذلك الوقت '' القسطنطينية '' حتى هب الفاتح لنجدة الاندلسيين فهجم على إيطاليا وسيطر على مدينة لاترانتوا محاولا الوصول إلى الأندلس، ولكن وقفت أمامه عدة عقبات منعته من استكمال المسير، بايزيد الثاني: بعد الفاتح تولى ابنه بايزيد الحكم وأثناء حكم بايزيد وقعت الكارثة بسقوط الأندلس وتسليم أبوعبدالله الأحمر مفاتيح غرناطة للنصارى سنة ١٤٩٢م وقد توالت صرخات الأندلسيين واستغاثاتهم بالعثمانيين، وعلى الرغم من أن بايازيد الثاني كان مستهلكا في حروب طاحنة مع قوى مختلفة من الأوروبيين والصفويين الشيعة والمماليك إلا أنه لم يكن له أن يرد هذه الاستغاثات فأرسل أسطولا ضخماً بقيادة "كمال رئيس" لضرب سواحل إسبانيا ومحاولة دخول الأندلس. وقد حاول كمال رئيس الوصول إلى غرناطة إلا أن الموانع الأوروبية والخيانات التي حدثت من بعض القوى الإسلامية ورفض المماليك والأسرة الحفصية في تونس تقديم يد العون له كل ذلك وقف عائقا أمام وصول الأسطول العثماني إلى الأندلس وإنقاذها قبل فوات الأوان، سليم الأول : لم تتوقف محاولات العثمانيين لإنقاذ الاندلسيين بل استمرت حتى بعد سقوط الأندلس .
فقد سعى العثمانيون إلى إنقاذ إخوانهم المورسيكيين في الأندلس، فبعد أن تولى سليم الأول الحكم أرسل إلى قائد الأسطول الإسلامي عروج وكلفه بمهمة عرفت في التاريخ بالمهمة المستحيلة وكانت تقوم على مهاجمة سواحل إسبانيا والسيطرة عليها وإنقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش والعودة بهم إلى الجزائر، وقد استطاع عروج تنفيذ الخطة بنجاح وإنقاذ عشرات الآلاف من المورسيكيين، سليمان القانوني: عندما تولى سليمان العاشر أعظم سلاطين الدولة العثمانية الحكم انتفض هو أيضاً لمحاولة إنقاذ المورسيكيين فجهز جيش قوامه مئتا ألف، وحاول الوصول إلى الأندلس عن طريق فيينا، ولكنه لم يكمل المسير بسبب مهاجمة الصفويين الشيعة لعاصمة الخلافة العثمانية.
كما أرسل سليمان ثمانين سفينة وثمانية آلآف مقاتل من الانكشارية إلى قائد أسطوله "خير الدين بربروسا"، وأمره بمهاجمة الأندلس وإنقاذ المسلمين هناك وقد فتحت الدولة العثمانية أبوابها أمام الأندلسيين الفارين من بلادهم فاستقبل العثمانيون قرابة نصف مليون أندلسي من المسلمين وغيرهم.
 هذه كانت إطلالة سريعة عن بعض محاولات العثمانيين لإنقاذ الأندلس، ويبقى السؤال الأخير: لماذا لم تكلل هذه المحاولات بالنجاح ؟! الحقيقة أن الأمر لم يكن بهذه السهولة التي يتخيلها البعض، فالأمر كان شديد التعقيد، وقد تعددت العوامل التي منعت العثمانيين من إنقاذ الأندلس ومن أهم هذه العوامل الطبيعة الجغرافية، حيث المسافة كبيرة جدا بين غرناطة والقسطنطينية، وهذا جعل وصول الجيش العثماني إلى الأندلس وعبوره كافة هذه الحواجز أمرا يشبه المستحيل، إضافة إلى التحالف الصليبي الأوروبي ضد العثمانيين وإغلاق الإسبان لمضيق جبل طارق. العوامل العسكرية والسياسية: لم تتوقف الدولة العثمانية منذ قيامها على يد مؤسسها عثمان بن أرطغرل عن الجهاد في سبيل الله وكانت تقاتل على عدة محاور في وقت واحد، حيث اشتبكت مع أوروبا في الغرب والصفويين والمماليك في الشرق، وهذا بالطبع كان له أثر كبير في انشغال العثمانيين عن الأندلس رغماً عنهم. الدولة الصفوية الشيعية : كانت الدولة الصفوية الشيعية في إيران بمثابة خنجر في ظهر الدولة العثمانية، فالعديد من المحاولات كادت أن تنجح لولا غدر الصفويين وطعنهم للعثمانيين من الخلف ومهاجمة عاصمتهم هكذا وقفت العديد من العوامل حائلا دون إنقاذ العثمانيين للأندلس، ولذلك فمن الظلم أن نتجاهل ذلك كله، وننسى هذه المحاولات كلها، ونتهم العثمانيين بأنهم فرطوا في نصرة الأندلس.

وفي الختام.
تقبلوا من اخوكم ابن رديف اجمل وارق الكلمات متوجة بالورد والياسمين ودمتم بحفظ الله ورعايته.

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

متحف عائض القرني"الخاطرة (رقم 40 )

" شمعة تحترق لتضيء "
" لتصنع بصمة الأنامل "
... من مبدا رغبت الذات في تحقيق العدل والإنصاف ، بين لغة المشاعر والأحاسيس ، يخالطها الفرح والسرور، والفخر والاعتزاز ، ومن هذا المبدأ نبدأ.
في البداية أود أن أتقدم بأسمي ونيابة عن قبيلة النبيعة ببني رزق ، ان أتقدم بالشكر والتقدير والأمتنان : للأستاذ والاعلامي الشهير بصوته الجميل وتميزه المتالق بشهادة الجميع للإعلامي بقناة العربية ؛-
خميس الزهراني على ما بذله من جهد العناء ومشقة السفر لأجل اللقاء وتغطية الحدث بالصوت والصورة مع أخينا صاحب المتحف الأخ عائض بن عالي القرني . !
....... انطلاقا من العرضية الجنوبية ، وبالتحديد من جنوب قرية البراق بالنبيعة ببني رزق ، ونحن وإياكم في ضيافة صاحب المتحف عائض بن عالي القرني؛ الذي لمع اسمه وذاع صيته ، واحد المشاهير الأبطال الذي شاهده ملايين الناس في الداخل والخارج ' وهو يعرض مقتنياته في متحفه الملاصق لمنزله على الهواء مباشره عبر "قناة العربية الشهيرة", من كنوز واثار وثقافة قبائل بني رزق ' وكل قطعه أثرية  صنعت من الحجر والخشب والمعدن بعد جهد استمر للسنوات وهو يجوب الاودية والشعاب عبر طرقاً شاقة ومضنية  بحثا عن كل ما هو أثري من الصباح للمساء , دون كلل او ملل وفي صمت واحتساب ,  في سبيل الوصول , لتك القرى المتناثرة هناء وهناك ، ليستأذن اهلها لعرض ما لديها من كنوز واثار قديمة حتى اكتملت حلقات مآربه , بعد أن استنزفت تلك الآثار امكانياته المالية التي قد تكون باهضه الثمن , إلا أن اصراره قد حقق هدفه المنشود وحلمه الذي راوده كثيراً ، في جمع كل ما امكن جمعه من الآثار والكنوز القديمة التي تعود لأيام زمن "الأب والجد ، والأم والجدة ، والعم والخال " الذين كإنو السبب في وجودنا بعد الله بعد ان جمعها في متحفه برونقها وايقونتها الجديدة وتقديمها لنا سهلة وميسره على طبق من ذهب ، في أي وقت أردته تستمتع وتصور وتقرا  وتتذكر وتتأمل في فن  وإبداع  الأيام الجميلة من زمن الماضي الجميل ، كل ذلك أمام ناظريك يقدمها لك صاحب المتحف ابن عالي، الذي كان سببا بعد الله بالمحافظة عليها من الاندثار في الرمال ابتداء من الرحى وأدوات نزف الماء من قعر الآبار والحفر والقطع والقص والنشر، والبناء والتعمير وكل قطعة صنعت من المعدن من سيوف وجنابي وسلاح ناري ، وكل ما كن يلبسن النساء من الأقمشة المطرزة، وكل صيغه وزينة الذهب والفضة يضعن في الكف والرأس واليد والعنق  ' وكذلك للرجال في الأعياد والمناسبات، و رقصت الزير ، وكل قطعه ومعدن صنعت في الماضي , ونقلت من الهند والسند , وبابل والصين, والترك والعجم ، واليمن وبلاد الشام ، وغابات أفريقيا وارض الكنانة ، او كان سببا بنقل الفكرة سواء عن طريق البحار او  القوافل او رحلة الشتاء والصيف، من صاحب الأسفار عبر الديار، او كل قارئ ومبدع شارك في البناء ، فشكرا لك من الاعماق ، وتبقى رمزا من رموز قبيلة بني رزق ، ومعلم تشد لك الرحال ومنبر لشهادة التوثيق  لكل ما يخص الماضي واثاره تضل تحمل بصمة اناملك ، في الأيام والاعوام المقبلات  ، ويحق لي وللقبيلة ان تفخر برجلاً مثلك ، ويحق لا بنائك وأقربائك ان تفخر، ومن لا يفخر بماضي كهذا فلا يحق له ان يفخر بحاضر ومن لا يحافظ على ماضي آبائه  وأجداده  فلا يعرف عن الماضي سوآ اسمه ، فالماضي سلسلة وحلقة وصل تربط  الماضي بالحاضر تكاد لا تنقطع ،  فشكرا لك مجددا يا صاحب المتحف فلقد امتعت وابدعت  ووفيت وكفيت ، فلقد استحققت وبكل جدارة ان تتوج بالبطل الذي سوف تذكرك الأجيال القادمة  فلقد تركت بصمة تحكي  للحاضر عن الماضي فنه وابداعه تحمل بصمة أناملك ومن لا يشكر الناس لا يشكر ، ونسئل الله لي ولك وكل قارئ ومتابع حسن الختام وطيب المقام عند اللقاء.
ومن هناء ادعو الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ان تتبنى متحف قبائل النبيعة ببني رزق لتراث والكنوز القديمة .
وفي الختام.
 تزخر كل بيت وقرية بمحافظة العرضيات الشمالية والجنوبية خاصتاً النبيعة ببنى رزق بكميات هائلة من الاثار والكنوز، من زمن السلم والحرب ، وكل ما يلبس في العيد ورقصت الزير, ولقد تجسد ذلك في مهرجان الجنادرية بالعاصمة الرياض لتراث والثقافة الذي يقام سنوياً ولمدة شهراً كاملا من العرض تحضره شخصيات عالمية من الداخل والخارج وتشاهده ملايين من الناس عن ماضي وتراث وكنوز وثقافة  قبائل جزيرة العرب .
وتقبلوا؛ من اخوكم" ابن رديف" اعذب وأرق الكلمات ، عذوبة الماء الزلال ، وإعداد كم البحار والأنهار، واعداد ما سبح كل حي وغاص في اعماق البحار ، وإعداد ما لاح برقا وهطل المزون ، وإعداد ما ناح الحمام وغرد البلبل ورفرف بالجناح ، وإعداد من صلى ببيته وطاف، بالصلاة على النبي المصطفى المختار، وإعداد ما غاب نجما وسطع نوره،  على خير البريه محمد علية الصلاة والسلام ودمتم بحفظ الله ورعايته. 

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

"شعوب الانكاء "الخاطر الرقم 39

اسطـــورة  شعوب الانكاء.
تاريخ يحكي يكاد لا ينتهي.
...........................
"كنوز وآثار"
....... على طول امتداد قمم  سلسلة جبال الإنديز في قارة امريكا الجنوبية وجدت حضارة شعوب اﻹنكاء قبل الميلاد ب 1100عام واستمرت تلك الشعوب تبنى تاريخ وحضارة حتى قدم إليها المحتل الإسباني , قبل 200عام وما نتج عن ذلك الاحتلال من نهب وسرقة لكنوز وآثار شعوب الانكاء التي تعرف الان بدولة البيرو ' وبوليفيا ، والإكوادور واجزاء من الارجنتين , التي تعيش الآن تحت خط الفقر والجهل والتخلف بعدما كانت من اكبر شعوب العالم بمخزون  الآثار والكنوز, لو كانت حافظة واستماتت من اجل تلك الثروات والكنوز لأصبحت معلماً حضارياً ووجه سياحيه يقصدها ملايين من السياح سنويا وكانت من أغنى شعوب أمريكا اللاتينية ؛ بعدما  نهب وسرق وهرب المحتل الإسباني وتفريغ  كل ثروات واثار تلك الشعوب وها هيا الآن تعيش على الزراعة وتصديرها فقط.
بالنسبة للإنسان ؛ في الدول الغربية في العصور القديمة لم يكن همها  الاحتفاظ بالأرض للابد , وتراودها فكرة الرحيل والاستكشاف , و كانت تعيش على الحملات العسكرية وعدم الاستقرار, وتتنقل في البحار ولا يعرف أي انسان هناك لأي مكان  ينتمى او أي دولة ينسب له اصله نتيجة ظروف الحياة او الحروب أو هواية  التنقل , في البحار عكس العرب والقبائل العربية , التي تسكن وتعمر وتبني معالمها وآثارها وتحافظ عليها ولذلك لم تجد تلك الدول الغربية وسيلة ؛ لاقتناء الآثار الا بدفع  اموال هائلة من ملايين الدولارات وتجمع في معارض ومتاحف قد بنيت وكلفت عشرات الملايين من  الدولارات وبذلت وسعت جاهده , بجمع ما يمكن  جمعه من الآثار والكنوز لتصبح معلم ووجهة سياحية لدولهم  خاصتا القديمة منها جدا, من الاثار التي تقول فيما معناها  ، كان هناك انسان وعاش  في عصور ما قبل التاريخ وأول تلك الآثار قد وجدت بفضل من الله عز وجل في الدول العربية بكميات هائلة من الثروات المعدنية والنفطية والكنوز والآثار, مثل أهرامات  مصر ومدائن صالح ، وارم  ذات العماد، وأصحاب الأخدود " وقوم  عاد وثمود  ، والاحقاف , ومملكة سباء ، وكذلك الإمكان الدينية مثل المسجد الأقصى والمسجد الحرام وكل مكان وقف بها نبينا ابراهيم عليه السلام بمني ومزدلفة وعرفة , وكذلك المسجد النبوي والمساجد التي بناها الأمويين  والعباسيين ,وكذلك عين زبيدة التي تكفلت ببنائها زبيدة زوجة هارون الرشيد , غير الكنوز والآثار الموجودة في العراق وبلاد الشام  وفلسطين واليمن وجزيرة العرب فما زالت الدول الغربية تسعى جاهده  بدعوى تقارب الحضارات والأديان  وما تلك الا وسيلة للنهب وسرق ونقل تلك الاثار والكنوز لمتاحف ومعارض دول أوروبا لتستقر تلك الاثار في متاحف" فرنسا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا وأمريكا" .
باستثناء الآثار الرومانية ؛ فهي خط أحمر ولا مساومه عليها لأنها رمز من رموز وكيان الرجل الأوروبي تحت حمله شعارها  تفريغ الشعوب العربية من كنوزها واثارها ورموز عراقتها بحفنه من الدولارات  مثلما حل بحضارة واثار شعوب الانكاء.
وفي الختام
الغرب يسرق وينهب ؛ ثروات وكنوز وأثار العرب" , والخوف كل الخوف ان يصبح الحال مثلما حل ؛ بكنوز واثار شعوب اﻹنكاء ". وتقبلوا من اخوكم " ابن رديف"  اجمل وارق المفردات متوجة بالورد والياسمين ، ودمتم بحفظ الله ورعايته.

الأحد، 2 أكتوبر 2016

"داعش " الخاطرة رقم 38


 
"داعش والقاعدة وحزب الشيطان"
"والحشد العراقي وجماعة الحوثي"
"وليدة لدولة الام الصفوية الفارسية الإيرانية"
سئل كلا ؛ من الرئيس الأمريكي والرئيس البريطاني عن مسألة الحرب بين ايران والعراق في الثمانينات من القرن الماضي فقالا كل منهما بالحرف الواحد لا يهمنا من يفوز منهما سوأ فازت ايران او فازت العراق" المهم أن تبقى الحرب ويباع السلاح فلدينا أسلحة ملئت بها المخازن وقد تصبح قديمة وعديمة الفائدة  الذي يهمنا ان تمتلئ الخزانة والبنوك من الدولارات هذا هو المهم عندنا" فنحن الذي ندير المعركة نحددها وتنتهي متى ما أردنا ذلك او نقل المعارك لمكان اخر .
.........
اذا أراد العالم ان يحارب الإرهاب الحقيقي .
وإذا أراد العالم ان يبقى آمنن .
وإذا أراد العالم ان ينشئ جيلا مترابط تسوده الألفة والمحبة والتسامح ! فعلية أن يحدد مكان ومخبأ الأفعى اولا ، وعند تحديد مكان الأفعى فقد قضي على الإرهاب لعقود عديده قادمة بإذن الله  أما ان يبقى الأمر فقط ومحدود وعلى استحيا في محاربة افراخ الأفعى فلن تنتهي تلك الافراخ  فما زالت الام تلد افراخ يتجدد نسلها في كل وقت وتلك الام وتلك الأفعى هي موجوده في كهوف الجهل والحقد والضلالة ايران وراس الافعى، ولن تموت الافعى ان لم يقطع راس الافعى فإن دقت حصون وكهوف وقلاع أهل الفتن والإرهاب" في قم وفارس وكربلاء " فلن يكون هناك شيء اسمه إرهاب .
....
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله أسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى وشعورهم مرخاه كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء. حديث: يأتي في آخِر الزمان قوم حُدثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الإسلام, ويدَعون أهل الأوثان، كث اللِّحية "غزيرو اللحية" مقصِّرين الثياب، محلِّقين الرؤوس، يحسنون القيل, ويُسيئون الفعل ، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء.. يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنا أدركتهم ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" يأتي في آخر الزمان قوم: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، كث اللحية "غزيرو اللحية" ،مقصرين الثياب، محلقين الرؤوس، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات: يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام!. فإن أنا أدركتهم لا قتلنهم قتل عاد. مصادر الحديث: صحيح بخاري - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائي- السنن الكبرى للبيهقي - الجمع بين الصحيحين بخاري ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود. هذا حديث صحيح وهذه هي كل الصيغ الواردة للحديث بدرجاتها.
الخوارج هي فرقة إسلامية، نشأت في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه  وبداية عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في عهده. تتصف هذه الفرقة بأنها أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا لآرائها، كانوا يدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحكام من بني أمية، كسبب لتفضيلهم حكم الدنيا، على إيقاف الاحتقان بين المسلمين. أصر الخوارج على الاختيار والبيعة في الحكم، مع ضرورة محاسبة أمير المسلمين على كل صغيرة، كذلك عدم حاجة الأمة الإسلامية لخليفة زمن السلم. لقد وضع الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله  عنه  منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة، تمثل هذا المنهج في قوله للخوارج: "ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا" : وهذه المعاملة إذا ما التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبد الله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في وقعة النهروان , في الأوقات المعاصرة، الخوارج مستمرون في الظهور إلى أن يظهر الدجال معهم من المشرق.
الخوارج هو مصطلح تاريخي مقتبس من أحاديث تنسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اطلق مصطلح الخوارج على ثلاثة مجموعات من المسلمين خلال فترات زمنية مختلفة.
..  معارضة سياسية تخرج على الحاكم.
.. وطائفة دينية منحرفة تفسر الدين بشكل مغلوط وتستبيح دماء المسلمين .
.. وغلاة متشددين يكفرون المسلمين .
واستعمل مصطلح "الخوارج" أيضا من باب تكفيرهم للمسلمين المخالفين لهم ، فالجماعة السياسية المعارضة لهم يتم  مقاتلتهم من قبل هولاء الخوارج  ؛
ويرى بعض المشايخ أن المعني بالخوارج هم القرامطة الذين سرقوا الحجر الاسود وقتلوا 30 ألف مسلم من أهل مكة والحجاج ومنهم على نهجهم .
 وفي الختام.
تلك كل ما لدي وما اعرفه عن هؤلاء المارقين والخارجين عن الإسلام وانسلاخهم نهائيا عن شرائع الدين الاسلامي جملة وتفصيلا والسبب يكمن في الإبقاء والاكتفاء بتقليم الأظافر فقط اذا لم ' تدك حصون وقلاع قم وكربلاء فحالما تتجدد الأظافر وتنمو من جديد" والأفعى ما زلت تلد كل يوم فراخا في مخبئها وحاضنتها قم وتوائمها كربلاء وصعده"اللهم جنب بلاد المسلمين في كل مكان كيد وحقد وغدر هولا المارقين والخارجين عن دين الإسلام ".
وتقبلوا من اخوكم " ابن رديف" اجمل وأعذب الكلمات متوجهة بالورد والياسمين .
ودمتم بحفظ الله ورعايته

الأحد، 25 سبتمبر 2016

"يتبع لمقدمة الهروب الكبير " الجزء الثاني "الخاطرة رقم 37


يتبع لمقدمة ونهاية قصة الهروب الكبير.
فكل شيء مضى قد اصبح من الماضـي.
ولوعـــــــــــــــاد الماضي لا انفناه.
---------------------
يبقى الماضي جميل فكل شيء من الماضي يبقى جميل بزمانه وبساطته واهلة وطفولته واللعب العفوي والحب العذري, للماضي خيال لمن عاشه لا يمكن ان يوصف ما في خياله مهما برع في نسج الخيال , للماضي ذكريات تبقى في الذاكرة تضحكنا بالشفاه هذا اذا سبقت دمع العين , للماضي فنه الذي يداعب احاسيسنا ومشاعرنا فيجعلنا نبتسم ولاكن على خفى,للماضي جوانب مضيئة مهما كان حجم ذاك الجزء من جانبه المظلم ,الماضي صنعنا فعشنا بفرح واستمتاع بمن حولنا فلما تمردنا لنصنع من حياتنا ماضي  فشلنا وعشنا في جفوة حتى من حلاوة النوم  منه حرمنا لأننا صنعنا من الزمن ماضي يتماشى مع مصالحنا فاختلفنا مع الزمن الذي نحن صنعناه ,فأصبحت النظرية متضاربة في الأري والافكار واصبحنا  بسبب ذلك خارج إطار الزمن فلا نحن تمسكنا بفن الماضي ولا نحن  صنعنا زمن يتماشى مع حياتنا
وفي الختام.
الكل يهرول ويهرب  بأقصى سرعة واولهم الزمن امس ذهب ولن يعود واليوم في طريقه للهروب والشمس والقمر تهرول ولو توقفت قيد أنمله  لاختلفت الحياه وكل كائن يهرول ويهرب واي توقف يعنى هلاكه والبشر أول من  يركض ويهرب و ينتهي بموته ويصبح من الماضي بساعات من هلاكه تبقى اثاره فقط مهما كانت تلك الاثار, وتبقى البشر تذكر فقط ,الطاغي المتجبر المتكبر وتخلده الناس في الذاكرة وتبقى  البشر تتوارث تخليده لأجيال القادمة وتستمر مثل تخليد  الله سبحانه وتعالى جميع الانبياء عليهم السلام في القران الكريم , وكذلك تخليد الطاغية فرعون في الدنيا و مصيره في الاخرة , والمتبختر بنفسه وماله قارون , والمتجبر هامان وكذلك تخليد ومصير زوجة فرعون اسيا  في الدنيا والأخرة التي قالت ربي ابن لي بيتاً عندك في الجنة ونجني من فرعون وقومة, والحال كذلك مع مريم ابنت عمران  , ومثلها ملكة سباء بالقيس, وام اسماعيل هاجر وزوجة زكريا عليهما السلام وزوجات النبي محمد صلى الله علية وسلم وكذلك البشر قد خلدت في الذاكرة تتوارثها الاجيال كتخليد حاتم الطائي في الكرم ,وأمرؤ القيس في الغزل وعنتر في الشجاعة وهتلر وستالين واليهود في القتل , وانا أضيف الخميني في النفاق , وبوتن في الحقد , وبشار في الخيانة .
وتقبلوا من اخوكم ابن رديف جل الاحترام والتقدير للقارئ الكريم.
ودمتم بحفظ الله ورعايته .

مقدمة الهروب الكبير ' الجزء الأول" الخاطرة رقم 36


مقدمة .... الهروب الكبير ؛
في الثلث الأخير من الليل ؛
       كان لابد من اتخاذ القرار في الفرار فلا مجال إلا الهروب في الثلث الأخير من الليل عبر الأودية والشعاب واحتمال وجود الضباع في الانتظار.. او .. الاستسلام للظرب والرفس واللطم  او الكسر والحبس الانفرادي ، وقد يكون هناك ازدواجيه لجميع ما ذكر فكان القرار صعبا ولاكن قد حسم الأمر ولا بد من الهروب الكبير.
"القصة حقيقية وأبطالها الآن فوق الخمسين عاما"
"والهدف من تأديبنا كان ساميا وسليما"
ومناسبة القصة مستوحاه من واقع حقيقي ؛
على ما اعتقد أن القصة  :
دارت أحداثها  بين 1398 - 1400هـ وبالتحديد بين اطراف قرية غليفة - وقرية العينة بال حويل ، للمجموعة مكونه من خمسة من الشباب تتراوح اعمارهم بين الرابعة والخامسة عشرة عاما ، باستثناء كاتب القصة فبعد ان تعلقت قلوبنا عما سمعناه عن تلك الحانة او المقهى، ومن باب حب الاستطلاع في اكتشاف العالم الخارجي المحيط بناء ،كان هناك قصة لنا مع الهروب الكبير ومن نوع آخر ، وكان لا بد من خوض المغامرة ؛ ففي الحانة تلفزيون ، وفيديو ، وامرأة تغني وتغمز برمش العين "يا صبابين القهوة زيدوها هيل -- صبوها لانشاما على ظهور الخيل" ، غير لعبة الكيرم ، ويراد الشاهي الأصفر ، وخليط من أنواع المشروبات ، عرفت فيما بعد بالشاني والميرندا، وتعرف بمقهى "ابن جوجوه رحمه الله" وكنا نسمع الشيبان خلسة يذكرون ذلك ، وفي المقابل قد عودنا الآباء على السهر في الوادي مرات عديده وقد قمنا برحلة استكشافية وبالفعل رأينا مالم نراه من قبل ولكن لم تشبع اعينا  فلقد اقفل العم بن جوجوه مأطور الكهرب وقال الصباح رباح وأصبح المقهى الهاجس الذي قض مهجعنا وقد أصبحت المغامرة فوق الطاولة خاصة تلك التي تغني وتغمز برمش العين ، فالوصف سهما قد أصاب القلب فلقد أبدع الواصف في وصف الخيال
وتم العزم على المغامرة لاكن ارتكب مهندس ومخرج الرحلة خطأ فادح واستراتيجي وهو منع "كاتب القصة" من اصطحابه معهم لكان قطع الخبر عن الاباء بحجة صفر سنه ونومة المتكرر وكذلك يمكن ان ينسى في ؛ "الحانة  - المقهى" تلك كانت من الاسباب المقنعة التي قدمها المهندس والمخرج  وردة فعل الكاتب في الانتقام وجعلهم يدفعون ثمن كان نتائجه هو الهروب الكبير الذي سوف أطرحه واتمنى أن يكون الكاتب على استطاعة  في تتبع خيوط الدقة في ترابط القصة حتى لا يضيع البطل والكاتب والقارئ 
يقول الكاتب : كنت على وعدا وعهدا مع هؤلاء المارقين والناقضين للعهود والوعود وكنت مطيعا كالحمل الوديع ، ومنفذ كل ما يطلب مني ومن ضمنها ان ساقي لم ينثني من كثر ما ارد في المعزة  هنا وهناك غير تقديم الطعام وجلب الماء من مسافة طويلة لهولا الصعاليك والخارجين عن القانون ، على أن أكون معهم في الرحلة للحانة وان اشاهد تلك التي تغني وتغمز برمش العين ، عرفت فيما بعد "بسميرة توفيق " وكان ثمن ذلك هو الهروب الكبير في الثلث الاخير من الليل في مسافة تقدر بأكثر من 10كلم فابعد استبعادي من الرحلة وارجاعي من نصف الطريق والأسلوب التعسفي بإطفاء الكشاف عن بعد ؛ اندفعت مهرولا للمنزل ولحسن الحظ ان الوالد مازال موجوداً في البيت فكان روتين ليلي لشيبان بالسهر في القرية مع الجيران ، وعندما شاهدني الوالد وقد وصل الثوب من فوق الركب من الركض والدخول المفاجئ اعتزا الوالد أبو أحمد وبعد ان هدأ من روعي ، وكذلك تصنعي للبكاء كخدعه للانتقام من هؤلاء الصعاليك، ؛عندها أقسم الوالد ان يأخذ بحقي وتم اصطحابي" للعم والخال والجار رحمهم الله جميعا " إلا أن الأخير لم يكن موجودا ولذلك استثني ابنه من العقاب وتم بالتعاهد؛
"تفعيل قواعد الاشتباك"
بأن يضرب من يمسك به ويطرد من يهرب حتى يمسك ومضاعفة العقاب له على هروبه  وبعد ان أضاف أحد هولاء الشياب مفردات بان المقهى او الحانة يرتادها اشخاص غير مرغوب فيهم اشتاط الغضب والغيظ والخوف من الآتي والمجهول , اتفق الاطراف ان يطوق الجبل من ثلاث جهات وان يترك مجال لاستدراج هؤلاء المارقين للخط العام الأسفلت لكي تكون المطاردة في اتجاه واحد والأسرع هو الذي يقوم بالمطاردة واثنين منهم  يكونا بجانبي الخط من الغرب ومن الشرق وتبدأ المطاردة من القهوة مباشرة من الجنوب للشمال , وفي المقابل قد نجح هؤلاء المارقين في الفرار مباشرة عند بدء المداهمة واستطاع ثلاثة منهم الهرب للجبل ولخبطة خطط المداهمة ، والرابع ابن الجار قد سلم نفسة واخلى سبيله شرط ان يتوجه مباشرة  للسيارة حتى تنتهي المهمة، كان ذلك بعد منتصف الليل تقريبا ' تم ترتيب خطة الهجوم من جديد بتكليف أحد المهاجمين باستدراج المارقين لخط الاسفلت وتقليد أصوات بعضهم لتمويه وتم الامساك بأحد المارقين وتم ضربه وسحبه على تلك الصخور والاشواك وترك مثخن بالجراح تسيل منه الدماء غير الكسور وتم رميه بالسيارة ، وقد اوكل لكاتب القصة مراقبة الاسرى والابلاغ عن أي مارق فورا ، وبقى اثنين من المارقين في الجبل ، وقد سمعوا ما حل بصاحبهم فاتجهوا فورا للجنوب والألتفاف بالمقهى الشبيه بلغة المنجل ، وبهذا قد وقعوا في الفخ دون ان يدركوا ذلك ، اذ تم رصدهم من قبل المطاردين وتتبعهم بخفية ، إلا ان القدر قد جمع الخمسة و قد أصبحا وجها لوجه "الثلاثة المطاردين ، واثنين من المارقين" وتم حدهم وتطويقهم من ثلاث جهات ، من الغرب والشرق والجنوب والدفع بهم للشمال" كما ذكرت سابقا "
 بعد تفعيل قواعد الاشتباك 
اصبح الأمر خارجاً عن نطاق السيطرة  ولا مجال للنجاة إلا في الهروب انطلقت المطاردة بأقصى سرعة للجميع واستمرت من المقهى حتى محطة بن شويل القديمة " كانت كفيلة بخلخلة قدرات الرجال ومعرفة الإمكانيات البدنية في قوة التحمل والسرعة البديهية في ردة الفعل  ، وتحديد نقاط الضعف عند الخصم والمارق في سير المعركة ، وفي هذا الاثناء  أصيب أحد المارقين بشد عضلي وتكفل به المطارد الذي كان في جهة الشرق بعد ان إبداء مقاومة عنيفة تدخل المطارد الثاني الذي كان في جهة الغرب وتضييق الخناق عليه وحصاره رويدا رويدا  الى ان تم اسره وضربه وأرسل للسيارة  ، وهناك خرج المارق الأول الذي كان في السيارة ، رغم جراحه العميقة آملا في الإفلات والنجاة ويهرب ويتجه للغرب وتم التعامل معه واسره فورا  ؛ وفي السياق نفسة ، تدور معركة هناك بين كر وفر مع المارق المتبقي والمتخصص في المطاردة في سرعة هائلة تفوق الخيال استخدم فيها الطرفين كل مهاره وخبرة متوفرة في "الهرولة والمراوغة والقفز " والبقاء للقوى وسوف أترك المجال للمارق الذي أصبح بطل في عيون الجميع وبشهادة المطاردين أنفسهم والكلام له
يقول المارق ؛
بعد ان أصبحت لوحدي لم يعد امامي الا خيارين ، أما ان يجندل بي الخصم - او أجندل به" البقاء للقوى" وكان لا بد أن استمر حتى النهاية وبنفس السرعة وعلى الخط الاصفر ، وخلو الطريق آن ذاك من السيارات ، باستثناء مور سيديس قادمة من الشمال وقد رفع صوت المسجل، وعلى ما اعتقد يان الأغنية هي رد السلام رد السلام، للفنان اليماني الراحل محمد محمود الحارثي رحمه الله مما زادني نشوة في النزال وخوض غمار التحدي [وتفعيل قواعد الاشتباك]
وعلى مقربة من كبري قرية القضية لم التفت مع 
الاستمرار في نفس السرعة بعد ان ثبت طرفي الثوب بين الفكين ، والمحافظة على التنفس البطي وعدم استنزاف الهواء واراحة القلب بعدم  اجهاده ، مع تبديل رفع عامل نقل السرعة لأقصى درجة ممكنه ، والتركيز على استغلال اخطاء الخصم  والاستفادة منها حيث كان يتبع طريقة تقليدية في محاولته المستمرة في الالتفاف فكان يتجه من اقصى الشرق لأقصى الغرب ، وبالعكس مما ساعدني في الابتعاد عنه بأمتار كانت كفيلة من الناحية المعنوية بكسب المعركة ومنازلة هذا الخصم العنيد ، اذ كان يملك مهارات عالية ، وقوة تحمل ، وخبره مكتسبة على مدى اربعة عقود في الهرولة ، من النبيعة لأعالي سد بيشة، ومن العرضيات لأسوار فلسطين ، وخبرة حفر الخنادق والهرولة الصباحية في الميادين ، اذ كان الخصم وزملائه أحد المحاربين القدامى المشاركين مع زملائهم الجيش السعودي والجيش المصري والجيش السوري في حرب 1393هـ - 1973م  التي دارت رحاها بين العرب وإسرائيل على طول جبهتي سيناء - وتل مرعي بهضبة الجولان بسوريا ،  كل ذلك زادني إصراراً على المنازلة والمناورة والتحدي ، بكل ما أملك ، وكذلك إمكانية الاستفادة من مهارتي المكتسبة في الركض عبر الأودية والشعاب ، وفي السهول ورؤوس   الجبال سيرا على الأقدام ليل نهار ، وكذلك عنفوان الشباب ، مع الاخذ في الاعتبار في الانتقام لما حل باصطحابي ، اذ كنت انا مهندس ومخرج الرحلة ، ولا بد من اثبات الوجود عبرهذا الميدان الطويل والركض على أرضا مفتوحة وسهلة وبسرعة تفوق الخيال ، في تناغم موسيقي مع "الليل والقمر والخصم"  في ليلة ظلما بين سطوع القمر، وتاره تخفيه سحابة ، والرقص والعزف على وتر السرعة لا ينقصها الا تبادل الأصوات فيما بيننا بخطوة بدل وبأقصى سرعة قد وصلها الإنسان على مدى التاريخ ، عنوانها البقا للقوى ، ومفادها استبعاد العاطفة من الطرفين ، وقد تجلت في إثبات الوجود في عدم الاستسلام او قبول الهزيمة لكلا الطرفين ، واصبحت كل الخيارات مطروحة ، في تحديد سير المعركة وحسمها ، باستخدام  كل وسيلة ومهارة متاحة ، ورساله تتضمن في فحواها ان التاريخ سوف يكتب ويسطر ويدون ذات يوم ، هكذا علمتنا قسوة الحياة بعدم الاستسلام ، مهما كانت قوة تلاطم قرع السيوف في ظرب الأعناق وتطاير الرؤوس في السلم والحرب ، وحان الآن تغيير استراتيجية سير المعركة بالخطط البديلة المجهزة مسبقا في مثل هذه الأزمات من " خطة أ - لخطة - د وحظا اوفر لك يا صاحبي بالفوز في المرات القادمة،  فقد أسعدتني كثيرا بإتاحة لي الفرصة في إثبات الوجود فمازال أمامي الكثير والكثير من الخطط والحيل في سبيل العيش بسلام  ، فلقد انتهت اللعبة لأني مجبر باستخدام الخيار الثاني ، وبعد الدخول على الكبرى أصبح هو كذلك اذ كان الخصم ندا لا يستهان به وكاد ان تحسم المعركة لصالحه ، لولا استخدامي لهذا الخيار وأنها المعركة ،  عندها لم يكن أمامي الا رمي "أوراق التحدي "في عنصر مفاجئة الخصم" التي لم تكن في الحسبان ، لكسب المعركة ، والقفز وانا على نفس السرعة من أعلى الكبرى لألتطم بالرمل أسفل الكبرى والنهوض مباشرة  والاستمرار في الهرولة ، وبعد ان أصبحت في وسط الوادي وبتحديد أمام تلك الغابة  التعيسة المعروفة ( بالرابخ ) والجن  والضياع ، كانت أقدامي تنقل لي الرمل من كثر  السرعة التي فيها وكنت اسمع حسيس وهمس والاستمرار  في نفس السرعة ، طلوعا لعلو المنزل عندها تسلقت ، سقف تلك السرحة، ودخلت في نوم عميق ولم افق الا باْحرارة  الشمس ، وفي اليوم الثاني بعد ليلة مضنية وتدخل الاقرباء بان البطل لا يعاقب ، وبعد ان تحسست عن ماحل بأصحابي فوجدناهم مثخنين بالجراح تداويهن الأمهات ضلوا لأكثر  من شهر وأهم طرحا الفراش ، عندها أيقنت بأني بطل وقد استحققتها بجدارة بهرولة من أطراف الكديس حتى قرية ال حويل ، بسرعة تفوق الخيال عبر الأودية والشعاب في ليلة ظلما بين سطوع القمر وتاره تخفيه سحابه ، وهزيمة أقوى الرجال ويملكون مهارات  ، وقوة التحمل ومن المحاربين القدامى ، ويحق لي أن افخر فلقد منعت المطاردة وبسببي ، ومن هناء أدعو الكاتب الذي تعنى كثيرا بمقدمة قصة الهروب الكبير، وتغنى كثيرا بالمفردات في العواطف والخواطر ، ان يصبح حتى هو من الماضي فقد هزم حتى هو فكل شيء قد مضى قد أصبح من الماضي ، ولو عاد الماضي لا انفناه ، تلك  هي كانت قصتنا قبل أكثر من أربعين عاما ، بسبب الحانه ما زلت أذكرها ، ويحق لي ان افخر بأني بطل وتتويجي ببطل القصة التي أطلق عليها ، مقدمة الهروب الكبير في 
الثلث  الأخير من الليل

وفي الختام.
القصة حقيقية من الألف إلى اليا وابطالها الخمسة مازالوا أحياء حتى اعداد هذه المقالة وحفظا للواقع فان بطل هذه القصة هو ابن الخال ؛ رديف بن عبدالله ال شفرة ' الذي ركض بسرعة هائلة من قهوة بن جوجوه حتى سرحة بيته بآل حويل .
وتقبلوا من كاتب القصة "ابن رديف" اجمل مفردات في فن الأيام الجميلة ؛ واتمنى أن قد وفقنا في صياغة مفرداتها ، ونقلها لكم على أمل ان يتجدد اللقاء بكم . ودمتم بحفظ الله ورعايته.