
اطفال أفريقيا بين مطرقة الموت
وسنديان الجوع والمرض
وسنديان الجوع والمرض
...............
عندما تستسلم جميع جوارحك وتسمح لك ان تجهش بالبكاء
عندها تستطيع ان تقول انك إنسان حي
عندما تستسلم جميع جوارحك وتسمح لك ان تجهش بالبكاء
عندها تستطيع ان تقول انك إنسان حي
وعندما تسرح بك الذاكرة في حياة هؤلاء الأطفال البائسة فانت صاحب ضمير وعاطفة
وعندما تضع نفسك محل هؤلاء الآباء وهم يشاهدون اطفالهم يموتون أمام أعينهم دون ان يستطيعوا ان يقدموا لهم شيء نتيجة الجوع والمرض عندها تستطيع ان تتأمل وتدقق في كل شيء في حياة هؤلاء الآباء لتقول كل شيء راجيا واملا في الافلات من سؤال لماذا وماذا فعلت من رب العباد عن هؤلاء الجياع!
{- كان فيما مضى تصل ذهاباً واياباً اساطيل وبواخر تبرعات وخيرات وهبات اهل السودان وتوزيهعا على فقراء الجزيرة العربية واليمن والخليج العربي ومكة والمدينة المنورة ونجد وتهامة والسراة من محاصيل الذرة والقمح والشعير والزبيب وكان السودان سلة غذاء ومصدر رزق وامن غذائي لسكان الجزيرة العربية بسبب جريان النيل ومحاصيه الزراعية وكان السودان يتكفل بذلك دون بيع او ربح فسبحان مقلب الاحوال -}
وعندما تضع نفسك محل هؤلاء الآباء وهم يشاهدون اطفالهم يموتون أمام أعينهم دون ان يستطيعوا ان يقدموا لهم شيء نتيجة الجوع والمرض عندها تستطيع ان تتأمل وتدقق في كل شيء في حياة هؤلاء الآباء لتقول كل شيء راجيا واملا في الافلات من سؤال لماذا وماذا فعلت من رب العباد عن هؤلاء الجياع!
{- كان فيما مضى تصل ذهاباً واياباً اساطيل وبواخر تبرعات وخيرات وهبات اهل السودان وتوزيهعا على فقراء الجزيرة العربية واليمن والخليج العربي ومكة والمدينة المنورة ونجد وتهامة والسراة من محاصيل الذرة والقمح والشعير والزبيب وكان السودان سلة غذاء ومصدر رزق وامن غذائي لسكان الجزيرة العربية بسبب جريان النيل ومحاصيه الزراعية وكان السودان يتكفل بذلك دون بيع او ربح فسبحان مقلب الاحوال -}
..... بينما العالم يسبح في برزخ من رغد العيش وحياة الترف على مدى اكثر من خمسين عاما منذ اختراع النفط والاستيلاء على كنوز البحار والطبيعة وما زال يتجدد وتتنوع بهم بحبوحة العيش والتطور وأصبح حياة العالم في أربع قارات اسيا ، وأوروبا، وأستراليا ، والامريكيتين تنعم برغد العيش وبحبوحة برزخ الحياه ، باستثناء قارة أفريقيا فهناك تعيش ملايين من البشر رجال ونساء واطفال بأجسام تكسوها الجلد والعظم فقط ، تعيش بين الغابات والادغال وتخالطهم كل انواع الحيوانات المفترسة والثعابين السامة والعاصرة منها والنسور الأكلة للحوم يواجهون كل ساعة شبح الموت في اكواخ وتحت الشجر فلا ابواب تمنع وتصد هجوم الأسود , واكواخ مهترئة لا تحد من المطر والبرق والبرد , ولا لباس تقي جلودهم لفح الهواء , ولا وسيله في سبيل الحصول على الطعام لأبنائهم الا الذبح من اغنامهم التي تدر عليهم بالبن والحليب لسد رمق هؤلاء الجياع , وهناك يموت العشرات من كل قبيلة في الشهر الواحد خاصة من الأطفال نتيجة الجوع والمرض, بنما هناك منظمات عالمية صدعت رؤوسنا بأعمالها الدعائية الخيرية وتختزن مليارات من الدولارات واصبحت وجهة لكل فرد وتاجر وغنى وكذلك المؤسسات والشركات وكل من يعيش في داخله أن يساعد هؤلاء الفقراء ، فاذا انت تتفاجأ عندما لا تراء عند هؤلاء الفقراء لا كوخ أنشئ ولا لباس أمن ولا طعام قدم ولا دواء ولا مركز صحي ساهم ولا حفرت لهم آبار ولا كهرباء تمد هؤلاء الفقراء بالإنارة على الأقل في الليل فقط ، بل لم يجد هناك من يقوم بثقيفهم وحثهم على ان يكونوا في جماعات في مكان واحد لكي تقدم لهم بعض من تلك الخدمات وكأنهم ليس ببشر وارواح تسكنها الاحاسيس والمشاعر وعاطفة ومن لحم ودم ملتنا جعلتهم الظروف والاقدار كذلك.، والنتيجة اطنان من الطعام بما لذ وطاب تكب في النفايات وملابس ترمى في الخزانات والمستودعات بل حتى الأجهزة التي تم استبدالها بالجديدة من تكييف وتبريد وحتى مولدات الكهرباء القديمة مرمية في الكراجات تم الاستغناء عنها نظرا لقدمها بينما لو وجدت هناك منظمات تقوم بجمع وإصلاح هذه الأجهزة وإرسالها لفقراء أفريقيا لا كانت عملت الكثير وانقذت أرواح الآلاف من هؤلاء الفقراء او مساعدتهم في استصلاح الاراضي الزراعية وتنويع مصادر الغذاء بتامين بعض المحركات في الزراعة والحصاد لكانت كفت هولا ء الجياع ، بل لو صحت أهل الضمير الحي وطالبت ان تجتمع وتقتسم كل دول العالم الغنية دول أفريقيا ومد العون ومساعدة تلك الدول الإفريقية الجائعة لما وجد فقيرا واحد هناك ولما كان الحال عليه اليوم في أفريقيا غير مما نشاهده ونسمعه عن موت الآلاف من الأطفال وكبار السن نتيجة الجوع والمرض
"دارت احداث هذه القصة ابان الحرب الاهلية في جنوب السودان عام 1994م"
"دارت احداث هذه القصة ابان الحرب الاهلية في جنوب السودان عام 1994م"
!!, لا تختصر مساعدة الأخيرين في العطف والإحسان على المسلمين والمسيحيين فقط بل هناك من لا دين له وقد يجد فيما يقدم اكبر مما يقدمه المسلم او المسيحي لأن في الاخير هو انسان من خلق الله له عاطفه ومشاعر واحاسيس يبكي ويتألم فكيف لو هؤلاء مسلمون لا جمع كل ما عجزنا في تحقيقه نتيجة قساوة قلوبنا وعدم اكتثارنا لمعاناة غيرنا ومن هؤلاء المصور كيفن كارتر وواحد من هؤلاء الناس الذي ابكى العالم بصورة وعندما أنتظر ثلاثة اشهر من عودته من تغطية الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 1994م ماذا سوف يقدمها العالم الذي بكي لتلك الصورة للطفلة بعد فقد ابويها واتعبها الجوع والمرض وبجانبها نسر ينتظر موتها ليأكلها ومقابل الطفلة مخيم للصليب الأحمر وقد أصدر الأطباء تحذيرا ان الطفلة مؤوبه وإن أي مسعف او منقذ يذهب لأنفاذها لن يتمكن من دخول لمخيم الصليب الأحمر وقام المصور كيفن كارتر من تصوير الطفلة وهي مازالت حية ثم صورها لحظة موتها ثم صورها والنسر ينهش لحمها وبعد ثلاثة اشهر من انتهاء الحرب رجع كيفن كارتر لدياره في امريكا وقدمت له المجلة التي بعثته لتغطية الحرب الهدايا وسيارة ومنزل وثلاث مائة ألف دولار لن المجلة التي يعمل بها حققت مبالغ باهظة وشهره عالمية للمجلة بسبب صورة الطفلة وبعد التكريم كتب رسالته الأخيرة قبل انتحاره
..... يقول فيها كان بالإمكان عصيان الاوامر والمغامرة بحياتي وإنقاذها ان الضمير يقول لي ذلك لا يمكن ان اكذب على ضميري لقد خفت فعلاً من الموت لأني جبان ، اذا لماذا ذهبت هناك اليس من اجل ان اساعد الناس هناك العالم كله منافق وانا من هؤلاء المنافقين لماذا اقول ذلك لن العالم قد بكى كثيرا من تلك الصورة لا كنه لم يفعل غير مسح الدموع ومواصلة حياتها دون تقديم أي شيء لناس هناك ، حتى انا حصلت على المال والشهرة والعقد الوظيفي والمنزل وحتى زوجتي بدأت تتفاخر بي امام المجتمع هناك ، أليس تلك الطفلة التي لم انقدها وتركتها للنسر يأكلها اليست هي التي قدمت لي كل ذلك أليست هي التي قدمت حياتها لكي اشتهر لقد كانت أقوى مني أريد ان اكون معها أريد أن الحق بها واقول لها سامحيني لأكني ، قد تداركت الامر وفعلت الصواب في اللحاق بك اني أحبك أريد أكون معك العالم لا يستحق ان إبقاء فيه العالم كله ظالم وفاسد ولاكن أرجوك ان تسامحيني لأني لم انقذك والحقيقية انك كنتي أشجع مني حقا
صورة الطفلة والنسر.
لم استطع إدراجها في المحتوى لن القلب لم يحتمل فعل ذلك بسبب الالم التي سببتها لي تلك الصورها التى التقطتها عدسة كميرا كيفن كارتروبسببها انتحر وهذه نص رسالة المصورالمنتحر كيفن كارتر
وبعد ثلاثة أشهرمن الجائزة بالتحديد في يوليو 1994م انتحر كيفن كارتر ، وترك رسالة تشيرإلى تحسره لعدم انقاذ الطفلة والعديد من الأرواح التي زحفت على مرآي من عينيه وعدسة كميرته حيث قال في رسالته "أنا مكتئب .. بلا مال لإعانة الطفولة.. بلا مال للديون,,أَنا مُطَارَدُ بالذكريات الواضحةِ لحالاتِ القتل والجثثِ والغضبِ والألمِ.. وأطفالِ جائعينِ أَو مجروحينِ، مطارد مِنْ المجانينِ التوّاقين لإطلاق النارِ، مِنْ الجلادين القتلة.. ذَهبتُ للانضمام إلى كين إذا حالفني الحظ"

وفي الختام
بكل آسف وحسرة على دول الخليج الغنية بالمال التي انعم الله عليها ثم بنعمة الاسلام وبالعلماء والفقها والدعاة في نشر تعاليم الدين الاسلامي بعدم مساعدتهم بالمال والطعام واللباس والدواء وحفر الابار في محل تواجدهم بين الغابات وبناء على الاقل اكواخ تقيئهم البرد والمطر والوحوش!,, ثم دعوتهم لدين الاسلام واجزم من هناء الا يعارض احدا من هؤلاء القوم من الدخول في الدبن الاسلامي افواج وافواج خاصا ان بدأوا بكبير قومهم فهم عادة يطيعون ويتبعون القائد هناك وبكل اسف اكررها فلم تفكر دول الخليج على مدى عقود من الزمن في تبني مشاريع حقيقية مرئية للعالم أجمع وللشعوب أهل الخليج خاصة ببث برامج بكل المشاريع التي قدمتها هناك للفقراء أفريقيا عبر الوسائل المشاهدة منها والمسموعة والمقروءة عندها سوف تجد الكثير من أهل هذا الديار كلا بما تجود به نفسه بل الكل سوف يتسابقون في البناء والتعمير وتقديم يد العون لهؤلاء الفقراء التي لا تبعد دولهم عن خليجنا الا بضع المئات من الكيلو مترات فهم جيراننا لا يفصلهم عنا سو البحر الأحمر فقط , قال الله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) التكاثر/8 : أي " ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا : ماذا عملتم فيه ، ومن أين وصلتم إليه ، وفيما أصبتموه ، وماذا عملتم به ؟ "
فقد ثبت في رواية في مسند أحمد (20244) عن أبي عسيب رضي الله عنه قال ؛ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا فَمَرَّ بِي فَدَعَانِي إِلَيْهِ ، فَخَرَجْتُ ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ ثُمَّ مَرَّ بِعُمَرَ فَدَعَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ حَائِطًا لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ لِصَاحِبِ الْحَائِطِ : ( أَطْعِمْنَا بُسْرًا ) فَجَاءَ بِعِذْقٍ فَوَضَعَهُ فَأَكَلَ ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ بَارِدٍ فَشَرِبَ فَقَالَ : ( لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )، قَالَ : فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ قِبَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَئِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا الرَّجُلُ عَوْرَتَهُ ، أَوْ كِسْرَةٍ سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ ، أَوْ حَجَرٍ يَتَدَخَّلُ فِيهِ مِنْ الْحَرِّ وَالْقُرِّ.
وتقبلوا من اخوكم "ابن رديف" اجمل مفردات وأرق الكلمات عنوانها الله اكبر وسبحان الله والحمد لله ويأرب رحماك وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ودمتم بحفظ الله ورعايته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق