
تساقط أوراق الخريف
والـتحول لحياة الريف
.......................
يضل الإنسان بحاجة دائما للخلوة مع النفس .........
ويمر بعدة مراحل أثناء حياته وتراوده فكرة " التوقف في نقطة التحول ؛ في ان يركن لشي معين ويتمسك في البقاء والعيش فيه هناك من قرر ان يعيش في كوخ على ضفاف نهر ، او في وسط الغابة ، او في قمة جبل وبقربه نبع تجول حوله الطيور, وبعض المخلوقات وتغمره قمة السعادة التي لم يجدها من قبل وأن أكثر شيء احزنه ، هو في عدم فعل ذلك من قبل وأصبح في سباق مع الزمن في التعويض ذلك الشيء المفقود .
.................
قد تسمع ان هناك شخص ما يعيش في كوخ قرب نهر او في وسط غابه او في منحدر جبل " وأول ما يطرأ عليك أن تسأل عن السبب ، في هل له ولد " او أهل " او عشيره " او فقير او غني ، وتستغرب أكثر ان كل شي جميل في حياته وهو من قرر ان يعيش في ذلك الكوخ، ثم يدفعك الفضول لتزوره ،بعد ان أصبحت كل أسراره عندك وبمجرد أن تقابل ساكن " الكوخ" فإذا به تغمره السعادة وابتسامة، لا تفارق محياه ويستأذنك، لينصرف في إعداد واجب الضيافة دون ان يسألك من انت لتجدها فرصه في استراق النظر في محتويات الكوخ الذي يسكنه فتجد ذلك السراج وبقربه زير لتبريد الماء ورفوف مهترئة مليئة بالكتب وهنا مكان نومه وهناك قطعة سلاح وبجانبه كشاف وسكين وابريق لإعداد الشاهي والقهوة قد غيرت النار معالمها , وفي خارج الكوخ ساريه البئر ودلو لنزف الماء ، وحوله أدوات قص الزهور والأشجار, وجلمود سدر تدور حوله النحل, وذلك الديك يصيح وتلك دجاجه وحولها أنواع من الصيصان تراقبك بحذر, وأرنب يقرر الخروج من الكوخ, وعلى اطراف سطح الكوخ تقبع انواع من الحمام في زمجره لتطعم فراخها , وأنواع أخرى من الطيور تهم في شرب الماء، وقبل الغروب تسمع صياح الماعز وثغاء الحملان, وهناك مجموعه من الأواني المنزلية المصنوعة يدوية. وكل شيء حولك من الخشب . وفجأة تركك صاحب الكوخ ، وهم بتنقل بحلب تلك الماعز, وبينما انت تستمتع بما تشاهده الا وصاحب الكوخ قد وصل ببريق القهوة والشاهي ومعها زوجين من الفناجين القديمة وذهب لجلب منضده خشبيه لوضع إبريق الشاهي عليها وفي محاولة منه في وزن ثباتها ، ثم يبدا يشرح لك كل شيء قد رأيته في الكوخ في فترة غيابه ثم تبدا تراودك الفكرة في سؤاله لماذا أنت هنا، وبين ان تسأله من عدمه ، يجاوبك لأنه قد قراء أفكارك ويزيد عليها ان كل شيء تركته الولد يعمل ، والأهل بين لفيف من ابنائها ، وعدد كبير من الأصدقاء تم حذفهم من الذاكرة ، والأقرباء قد جعلت لهم في خيالي تذكرة سفر على متن طائره وقد تحطمت الطائرة في قمة جيل ونشرت الصحف خبر موتهم جميعا ،هذا هيا قصة حياتي التي انت تسأل عنها ومن اجل هذا انت اتيت بدافع الفضول لا بدافع المحبة، وللضيف ثلاثة ايام بلياليها ومن حقه ان ابقاء على قدم وساق في ضيافته ليس مني ، إنما فرض ربي الذي فرضه على المؤمن.؛ وسوف تضل في محل ترحاب كلما أردته زيارة صاحب الكوخ .

وفي الختام.
هذا هيا حياتي وقصة ساكن الكوخ لم تحلو، الا في هذا الكوخ " وهذا هو عالمي وانتمائي ، وهذا هي قرة عيني وسعادتي وسوف أرحب بكم عند زيارتي في الكوخ " بعد بضع سنين، بشرط الا تزيح او تقطع أي شجره ، او قتل أي حشره ، وبشرط الا تزيد الزياره عن ثلاث ايام بلياليها
وتقبلوا من صاحب الكوخ" ابن رديف" طيب المقام والزيارة الممتعه على صفا النيه ونقاء السريره.
ودمتم بحفظ الله ورعايته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق