بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أغسطس 2016

"شهر رمضان والناس والصيام "الخاطرة رقم 33

نحن ذو بأس يا رمضان
رجال  ونساء  وأطفال
 "بدون كهرب ونفط"
................
فانحن معك يا رمضان ؛ قلباً وقالباً في الجوع والعطش في الصيف والشتاء وفي الجذب والمطر ؛ ولن تبارح بيننا الا ونحن نقوم بضيافتك ؛بالصوم والجلادة في الصبر وقوة التحمل عن الأكل والشرب وتعاقب الصيف والشتاء أثناء الصيام.
قبل أكثر  بكثير  من أربعين عاما من الآن وحتى السنه الثانية من الهجرة النبوية التي فرض الله فيها الصيام على المسلم من زمن الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة ومن ذلك التاريخ حتى قبل خمسة عقود من الان والصيام هو نفس الظروف قبل الف واربع مائة ؛ وخاصا عند توافق الصيام في الصيف قبل الكهرباء والنفط ؛ والتبريد والتكييف فكيف كان ذلك الرجال والنساء والأطفال يصومون رمضان ...؟...؟...؟...
...............................
في "القرية" , كان هناك من يخبر بقدوم رمضان والعيد، فكان هو المنبر الإعلامي في نشر الخبر الموثوق اما بإطلاق  الرصاص والبارود من بندقية المقمع، او إشعال نار كثيفة  في اعلى الجبل في الأرياف وكذلك المدافع في المدينة, ف ليلة التاسع والعشرين من شعبان يعنى غدا. ... هو يوم صيام وقيام.
 ... وذات مره غم على قريتنا مشاهدة القمر وامتنع المخبر عن التصريح على ان غدا هو يوم فطر ، وفي الصباح الباكر اعد الوالد رحمه الله مجموعة من التيوس لجلبها في سوق السبت ولسوء حظ الوالد كعادته بالحظ السيئ ان قهوة الصبح وفذت التمر قد تأخرت وخوفه من فوات حموة السوق ، ذهبنا وعند توسط الجلب في ساحة السوق أوصى الوالد جيرانه من بائعي التيوس بسد مكانه في البيع ومسك التيوس ؛ بحجة ان هناك نسوة يقمن ببيع القهوة المهيلة مع فذت تمر الصفري ، وقرص الذرة وإيدامة المعرق بالصلصة وخليط من قصبان وكبدة التيوس ، فما كان من الرجل الا إن دوى بضحكة سمعها جميع بائعي التيوس في السوق، ولحسن حظ الوالد وحظ الرجل ان الجنبية التي دائما ما تكون حول  خاصرته حتى وهو نائم ،كانت في السيارة بسبب المعافرة في مسك التيوس ' والا لكان الوالد وذلك الرجل في عداد الموتى ، والسبب تلك القهوة المهيلة وضحكة الرجل ، ولاكن قد سارع الرجل الذي كان يضحك ان اليوم صيام يا مسلم ،عندها جلس يردد الوالد رحمه الله ،ليتني انتظرت قهوتي ومن بعده سوقت سوقي ، لكان اليوم انا في بهرجه وتغني بحسن حظي، فلقد التمس" الرسول صلى الله عليه وسلم" الرخصة لمن أفطر ناسيا او غم عليه مشاهدة شهر رمضان، وأخذ الوالد يردد يطولك يا يوم السبت ، ويا شينك يحظ لا منك ترديت، فقلت له سوف التمس لك  العذر يا أبتاه ، فلم تشرب ولم تأكل والدنيا حرا في حر فقال" ثاكلتك أمك يا ابن  رديف "اليك عني' واليك لي بدلو من الماء وضل رحمه الله يرش نفسه بالماء وفي نافذة الحجرة حتى توارت الشمس وراء  حجاب.
 "اقسم بالله ان القصة حقيقيه وسوف يسألني الله عنها"
وفي الختام
تلك خواطر من ايام وليالي شهر رمضان قبل "النفط والكهرباء والتبريد والتكييف" مع الصيام وكيف اصبح الآن ميسراً وسهلاً برفقة الكهرب والنفط ، والتبريد والتكييف ، وكلاً بأجر صيامه قبل وبعد،؛ 
وصلى الله على رسول الله محمد ما تعاقب عليه الليل والنهار وعلى اله وصحبه أجمعين!
وتقبلوا من اخوكم " ابن رديف" اجمل مفردات من ايام الصيام قبل النفط والكهرب والتكييف والتبريد ونتمنى ان قد وفقنا من الله في تنسيق الجمل وإخراجها لكم على أمل ان تحوز على رضاكم" ودمتم بحفظ الله ورعايته.

الاثنين، 22 أغسطس 2016

"سيارة الهايلكس ذات م 82 "الخاطرة رقم 32

بعد  - كل غروب
وقبل - كل شروق
والليالي الصامتة.
...........
أحيان تأخذنا الذاكرة الى خضم الماضي الجميل.
واحيان تغدو وتمرح بنا بين الأفراح  والأحزان.
-------
في عتمة الليل تبحر بناء الذاكرة في تذكر بعض الايام والليالي والزمن الجميل فإذا بنا نذكر تلك المه حول ذاك الشيء لنشاهده ومن أجله نحث في العمل ونحرص على الإخلاص وانجاز ما اوكلنا به ، أو نحرم من مشاهدة ذلك الشيء...

.... 
في أوائل القرن الحالي وليس ببعيد من الآن نجتمع والناس مثلنا من الجيران والكل يسعى لينال الرضي من الآباء والأمهات في السماح لنا، بمشاهدة ذلك الشيء الجميل والجديد الذي يقبع  فوق جدار او برميل وحوله السيارة وقد فتحت له ذراعيها ليمتد ذلك اللونين الاسود والأحمر وبشرط ان يكون اللون  الأحمر في علامة الزائد ، واللون والأسود في علامة  الناقص ،وبشرط ان يكون المشرف على توصيل اللونين من اهل الخبرة والثقة والا سوف يكون هناك انفجار ودمار, وعندها يكون العقاب الحرمان من مشاهدة ذلك الشيء " وعند نجاح المتخصص ، يقوم بغر ذلك الشيء يمين ويسار، وعند وضوح صورة ذلك الشيء نصبح جميعنا فرحا وشوقا،  تجتمع الأسرة وفي مقدمتهم الاب والام وحولهم الصغير قبل الكبير في صمت وتركيز، وتمر تلك الساعات وكأنها ظرف ساعة لإيعلن الأب وقت الخلود لنوم، وغدا في مثل هذه الليلة , موعد مشاهدة التلفزيون بعد تشغيل السيارة ومل بطاريتها 


وفي الختام.
 تلك خواطر من ليالي نهاية التسعينات الهجرية مع سيارة الهايلكس ذات "التسعة والسبعين" التي كانت تجوب الأودية والشعاب فلا عكس يعطلها ولا نقص زيت يمنعها وتاره الا وهي في رحلة سفر من والي مكة وجده تسامرك بصوتها الجميل وترقص لك ماسحات المطر والضباب وعند المنعطفات تلزم الأمر وتأخذ الثاني في انسجام وترخى مقدمتها  كي لا تدور في منعطفات تلك الطريق وعند هطول الأمطار تلاعب وتراوغ وتسبح على أطراف الحدين الأصفر والأبيض ، وتسير وكأنها  في سباق " الا ليت الزمان ظل حبيس أنفاس ،حبيس باسم الثغر" وتقبلوا من اخوكم "ابن رديف" اجمل وأرق المفردات متوجه بالورد والياسمين؛ ودمتم بحفظ الله ورعايته.  

الاثنين، 15 أغسطس 2016

"الكوخ"الخاطرة رقم 31



تساقط أوراق الخريف 
والـتحول لحياة الريف
.......................
 يضل الإنسان بحاجة دائما للخلوة مع النفس .........
 ويمر بعدة مراحل أثناء حياته وتراوده فكرة " التوقف في نقطة التحول ؛ في ان يركن لشي معين ويتمسك في البقاء والعيش فيه هناك من قرر ان يعيش في كوخ على ضفاف نهر ، او في وسط الغابة ، او في قمة جبل وبقربه نبع تجول حوله الطيور, وبعض المخلوقات وتغمره قمة السعادة التي لم يجدها من قبل وأن أكثر شيء احزنه ، هو في عدم فعل ذلك من قبل وأصبح في سباق مع الزمن في التعويض ذلك الشيء المفقود .
.................
 قد تسمع ان هناك شخص ما يعيش في كوخ قرب نهر او في وسط غابه او في منحدر جبل " وأول ما يطرأ  عليك أن تسأل عن السبب ، في هل له ولد " او أهل " او عشيره " او فقير او غني ، وتستغرب أكثر ان كل شي جميل في حياته وهو من قرر ان يعيش في ذلك الكوخ، ثم يدفعك الفضول لتزوره ،بعد ان أصبحت كل أسراره عندك وبمجرد أن تقابل ساكن " الكوخ" فإذا به تغمره السعادة وابتسامة، لا تفارق محياه ويستأذنك، لينصرف في إعداد واجب الضيافة دون ان يسألك من انت لتجدها فرصه في استراق النظر في محتويات الكوخ الذي يسكنه فتجد ذلك السراج وبقربه زير لتبريد الماء ورفوف مهترئة مليئة بالكتب وهنا مكان نومه وهناك قطعة سلاح وبجانبه كشاف وسكين وابريق لإعداد الشاهي والقهوة قد غيرت النار معالمها , وفي خارج الكوخ ساريه البئر ودلو لنزف الماء ، وحوله أدوات قص الزهور والأشجار, وجلمود سدر تدور حوله النحل, وذلك الديك يصيح وتلك دجاجه وحولها أنواع من الصيصان تراقبك بحذر, وأرنب يقرر الخروج من الكوخ, وعلى اطراف سطح الكوخ تقبع انواع من الحمام في زمجره لتطعم فراخها , وأنواع أخرى من الطيور تهم في شرب الماء، وقبل الغروب تسمع صياح الماعز وثغاء الحملان, وهناك مجموعه من الأواني المنزلية المصنوعة يدوية. وكل شيء حولك من الخشب . وفجأة  تركك صاحب الكوخ ، وهم بتنقل بحلب تلك الماعز, وبينما انت تستمتع بما تشاهده الا وصاحب الكوخ قد وصل ببريق القهوة والشاهي ومعها زوجين من الفناجين القديمة وذهب لجلب منضده خشبيه لوضع إبريق الشاهي عليها وفي محاولة منه في وزن ثباتها ، ثم يبدا يشرح لك كل شيء قد رأيته في الكوخ في فترة غيابه ثم تبدا تراودك الفكرة في سؤاله لماذا أنت هنا، وبين ان تسأله من عدمه ، يجاوبك لأنه قد قراء أفكارك ويزيد عليها ان كل شيء تركته الولد يعمل ، والأهل بين لفيف من ابنائها ، وعدد كبير من الأصدقاء تم حذفهم من الذاكرة ، والأقرباء قد جعلت لهم في خيالي تذكرة سفر على متن طائره وقد تحطمت الطائرة في قمة جيل ونشرت الصحف خبر موتهم جميعا ،هذا هيا قصة حياتي التي انت تسأل عنها ومن اجل هذا انت اتيت بدافع الفضول لا بدافع المحبة، وللضيف ثلاثة ايام بلياليها ومن حقه ان ابقاء على قدم وساق في ضيافته ليس مني ، إنما فرض ربي الذي فرضه على المؤمن.؛ وسوف تضل في محل ترحاب كلما أردته زيارة صاحب الكوخ .
وفي الختام. 
هذا هيا حياتي وقصة ساكن الكوخ لم تحلو، الا في هذا الكوخ " وهذا هو عالمي وانتمائي ، وهذا هي قرة عيني وسعادتي وسوف أرحب بكم عند زيارتي في الكوخ " بعد بضع سنين، بشرط الا تزيح او تقطع أي  شجره ، او قتل أي حشره ، وبشرط الا تزيد الزياره عن ثلاث ايام بلياليها 
وتقبلوا من صاحب الكوخ" ابن رديف" طيب المقام والزيارة الممتعه على صفا النيه ونقاء السريره. ودمتم بحفظ الله ورعايته.