بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

"النخلة والرحيل الأبدي"الخاطرة رقم 2


النخلة والرحيل الابدي
الرحيل المر لمن عاش سبعين عام والحنين لديار والإطلال والأجيران. وليست أمي هي الوحيدة من رحل فهناك الإلاف الذين اضطروا لرحيل الى عالم  المجهول بين غرف مؤصدة الأبواب وبين المستشفى وصياح الأطفال والاستعداد للموت البطيء والسبب يكمن في الأبناء بالاعتذار الدائم بعناء رحلة السفر بأمه الى الديار و الاطلال مع من هم في عمرها على الأقل مرتين في السنة لعلها تجدد الآمل في البقاء 
قبل الرحيل ,
وقفنا عند كل شيء وليس بالقلب شيء : غير الحث على تفقد كل شيء من اثاث واغراض امي وكل ما يخصها التي حافظة عليها من ذو زفافها سواء بمطبخها وتنورها وكل زاوية يقبع فيها من انية او هدية او خشبة عرجاء او زنبيل لقطف الثمار او ما كان يتمسك بها عشيرها  ورفيق درب رحلتها وكاسي لباسها وطاعم ابنائها وما كان تسقى وتؤكل به اغنامها . نضرب بنصفي الباب ولا نبالي فلقد قررت امي الرحيل وقد وصلت الى حيث نحن بأيام الا ان  العبرة قد وقفت في محجر عينها ولا تود ان تغادر صباحاً وليكن رحيلي  يا ضيف في جنح الليل الحالك سواده ولتطفي يا ضيف كل سراج وهاجي وخذني بيميني واشدد وثاق ساعدك بساعدي لأني لا اقوى على المشيء والرحيلي واحذر ان تريني مرابع اخوتي واماكن لهو ابنائي ومراتع ومشارب كل حيي فاني اراء فيك القوة في نهج افكار وعزم باسك على رحيلي لحيث اماكن من بقي من فلذاتي . مهلاً فلي عندك وعداً وعهداً هلا اعطيتني  اليك ولبيك وسعديك ما كنت قاطع وعداً لغيرك فكيف معكي . ازهاري واشجاري وريحاني والديك والصيصان من يسقي ومن وكيف توكلي فقلت قد رتب لكل مشرب ومأكلي وتوكلي واسرعي فالليل قد فج واوشكا بالطلال  وداعاً يامي وبعد بضع من الأيامي  يكون بالرياض لقائي وبعد توسط الشمس بكبد السماء وعند اخر خطوة من نصفي نعلت الباب لا استر تلك الامانة الموكلة . فاذا بصوتاً يناديني بالعاق والجاحد فكل شيء وقفت عندها وأوصيت  باستمرار رحلت حياته فقلت من أنتئ  فقالت انا النخلة التي انت زرعتني وكل يوم تسأل عن طولي ونبت ازهاري وثماري ولوني وحلاوة جنائي ورطبي  فقلت ووقفت وجزعت وانهارت دمعي العين المتحجري ولفيت ودرت ولحت بوجهي لكي لا تراني ولا اراها فصحت فشهقت كطفلي فقالت والله اني اشد منكم اللماً وحزناً على فراقكم فليس لي انس ولا انيس الا انتم ولاكن اذكرني عند رفيقة حياتي ورحلتي 
وفي الختام
احداث القصة حقيقية وابطالها مازلو قيد الحياة  والتراجيديا  بين الكاتب والنخلة  من عالم الخيال الحسي والنخلة اناء من  زرعها  في زمن كان في الوادي غيل  1402من قبل اثنين وثلاثين عاماً  وظلت  حتى بعد رحيل الوالدة بشهر واصابها وابل من السماء وشاهب حتى اصبحت ركاما صفصفا بعضها فوق بعض .
وتقبلو من ..اخوكم ..ابن رديف ,, فائق احترامي وتقديري ودمتم بحفظ الله ورعايته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق