طلاسم لا يعرفها إلا أجيال
ما قبل 1385ه - 1965م
زمن الاحتفالات والكرم والضيافة
أثناء ختان الغلمان
......
https://youtu.be/6BOOi2N-tSA
قد يتسائل البعض ما الجدوى من التباكي على ذكر الماضي الجميل بذات !..وهذا الزمن أجمل منه بكثير ولله الحمد والشكر وكل الثناء ففيه الأنعام والخيرات تصب بانهمار والأمن والأمان والكثير والكثير من الحضاره واختصار الوقت والجهد والتواصل مع الأقرباء في لمح البصر وغيرها الكثير ومن أهمها التداوي والشفاء في الحال بعد مشيئة الله فاذ بي ارد في الحال ليس الأمر كما فهمت إنما مجرد دعابة خواطر لا غير .
في يومآ من الأيام كنا نسمع وغيرنا هم مثلنا 'بعدما لمسنا الحس المعنوي والتشجيع والرعايه من قبل الاباء وأصبحنا وغيرنا من أبناء القرية بين التمجيد والدلال والخوف الزائد علينا ، وقبلنا قد فعلها الجيران ومعهم الخال والعم وكل الآباء والأمهات فأدركنا سبب عدم تركنا عن القرية نبتعد وتسالنا لماذا حتى من الرعي وجميع المهام قد تم اعفائنا، وحتى من هم مثلنا من الأقران والأصحاب!.. خوفا ان يصاب جميعنا أو أحدنا من لفحة البرد أو من ارتفاع سخونة أجسادنا' فهناك زائر قد طال انتظار اهل القرية ' ميعاد قدومه لإن اشغاله وانشغاله قد كثرت ' وكل اهل القرى في تزاحم ورباط على النيل والظفر بشرف استقبال الزائر وضياقته !.
...
فإن وجد من أهل القرية من يوثر عليه اتاء مهرولا وملبيا ' ووقت قدومه قد علمه جميع اهل القرى ان موعده قد حصر بين العصر وقبل الغروب'ومن بجد من الغلمان من هو قد أصيب بوعكة عارض صحي يعفي وانسا متى يعود ذلك الضيف الزائر'وأن عاد فقد اصبحة عمر الغلمان حينها بين الجدع والرباع
------
فسالنا الآباء واﻷقران مثلنا'عن هذا الزائر هل هو تاجر ويحمل المال في جعبته ليهدي على الغلمان لقاء أدبهم وحسن سلوكهم لاستقبالهم الغرباء،فأجاب الوالدين والجيران مثلهم' بل أكبر من كونه تاجر وجامع دنانير'فقلنا أهواء أحد اعمامنا قد كان غائبا ولا نعرفه فأجابت الاباء بل هو مثله وأكثر' ولا تكثروا السؤال وليكن الإهتمام في الحفاظ على ألا يصاب احدكما بمكروه وكونوا على اهب الاستعداد والجهوزية وأفضل حال 'ﻷستقبال الزائر القادم فإن فاتكم لحظة لقائه في مجمع القوم حينها فقد يطول انتظار موعد زيارته وأن اصبتم بمانع وعارض - فلن نسمح لكم بالقائه وقد يصعب إقناع الزائر بتكرار فعل زيارته ففيها تكاليف قد لا تطاق خاصإ أن كان المضيف لوحده 'فليست كما مشاركة الجميع في التكاليف والضيافه والاستقبال!...
ولم يعد يهمنا غير ذلك الزائر والثوب الجديد الذي هيئ لانلبسه حال استقبال الضيف وابتهاج القرية بقدومه
-----
وفي عصر تلك الأيام يحضر الضيف الزائر لأقرب منزل في القريه ويعم الخبر كل أرجاء القريه ويهرع من القرى المجاورة ويتوسل بالضيف أن يزور قريته حالما تنقضي ضيافتة من أهل هذه القريه التي قد نزل بها وفي الجانب الآخر يستابق الاباء والأمهات، والكل في عجل الاباء قد لبسة الجديد وعليها الجنبية ولفت الشماغ' وتلقيم بندق المقمع بالبارود لمن يجدها' والأمهات يهرعن باليأس الغلمان الثوب الجديد' والجميع بدأ يهرول الغلمان والإباء للمنزل الذي قد نزل فيه الضيف الزائر فإذا بطبلة الزير قد قرعت 'والمزمار قد دو بعزف مواله'وأخذ العراضة تنعش الميدان وتهز اطرافه'والشعار قد قدمت بالفتل والجزل عذب المفردات وجر الطاروق بلا لا و يا لا لا - ونحن بالانتظار قد جن جنوننا ما بال القوم وكانهم سكاري وما هم بسكارى، اليهذا القدر ينال هذا الزائر كل التبجيلا فلم يعد عندنا غير تواري هذا الضيف أين هو وموقعه من الأعراب' فمن الصعب تحديده' فالكل قد لبس الجديد وبالحزام والجنبية قد شد مخصره والنار والبارود قد غيم بانواء الربيع بغير موعده فكثافة البارود قد أتا كانه السحاب ' فإذا بكل أب قد قرب غلامه وتارة يقبل في الجبين وتارة بالأحضان 'ونحن في ذاك وبين ذاك في ذهول بالأمس كان العصى هي العنوان واليوم بين قبله وبين تغاريد ولحن البلابل من الآباء'وبين فجئة السكوت من الطبال وقدح البارود والشعار وتوقف المعراض 'والجميع في انتظار نطق الأب واسم الغلام'وبين من يكون هو الأول ويقدم الاسم والغلام ان هذا فلان ابن فلان وخاله فلان بن فلان وسميه فلان' فإذا بالقوم يقدمون أحداث السنان حتى يكون للكبار وللغلمان له وقع وأعتبار'وبين مسخرة الخوف والانهزام فإذا بالزائر الضيف يبرز للعنان وكأنه بجولة من يطلبه لإنزال قد أشهر سيفه في وجه فتية الغلمان ، فعمد كل غلام ينظر ويلتفت ﻷبيه بعدما أصبح على راس الاشهاد وللأعيان 'فإذا بأبيه يعض على الأنامل والثنايا وشدة نظرة تلك العيون كناه سهام وروس السنان'يقول لفتاه أثبت ولا تجعل رأسي يندس بتراب' عليك بالفارس اللي يطلبك لإنزال' اليوم يومك وجملني من شماتة العربان ، وامنعني يافتي من زود كل خذلان 'واحذر فلا والدك مثل ما كان بالامس قد لا يكون' القوم بينهم اناء دائم مرفوع الفال والعقال 'والا اتوارى من اليوم عن الأنظار ، ولا احدآ بعدها بيرضاء نكون له عون وانساب' الا ان كان اليوم بفعلك بيغدي لي شأن' يافتي تراء جاء يومك وحنا من يوم ربي خلقنا اسياد' لا والله لدسك بوسط هيل التراب ، والا اخلي الذئب بيومه وليله منك غداه وعشاه .
وفي الختام
تلك كانت خواطر وطلاسم لا يعرفها إلا أجيال زمن الطيبين لبعضآ من العادات والتقاليد أثناء ختان الغلمان قبل بلوغ العاشرة من العمر، التي كانت من اساسيات النسيج الإجتماعي وتعد مفخرة القبيلة وضلت تتوارثها الأجيال حتى نهاية عام 1385للهجرة لتلك العادات والتقاليد الجميلة من زمن الطيبين وحب الكرم والضيافة وإقامة الاحتفالات فقط ليشارك الجميع الفرح والبهجة
وتقبلوا من أخوكم ابن رديف
أجمل واروع اللحظات من الزمن الجميل
ودمتم بحفظ الله ورعايته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق