بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 مارس 2018

السعلية والغول "الخاطرة " رقم 71





السعلية والغول ؟ 
والتنين والمسخ ؟
والشيطان والشبح ؟
هل هي لغز ؟  ام ؟
فلسفة اجتماعية ؟ 
-------
يقول اشهر الشعراء الجاهليين قبل
التقويم الهجري ب 150 سنة.
ما أصبحت الغوله لي جارة
فمن كان يسأل عن جارتي
فإن لها باللوى منزلاً .
--------
وأشهر بيت شعر قد قالته الجن :
وقبر حربٍ بمكانٍ قفر
وليس قرب قبر حرب قبر
يقول " أبو المطراب"يصور حاله معها في إحدى رحلاته 
فلله در الغولة  أي رفيقة
لصاحب قفر حالف وهو معبر
أرنت بلحن بعد لحن وأوقدت
حوالي نيراناً تلوح وتزهر 
كما قال "عبيد بن أيوب" في وصف السعلاة
[ او السعلوه في لهجتنا الحالية ] ...!
وساخرة مني ولو أن عينها رأت
ما رأت عيني من الحول جنت
أبيت بسعلاة وغول بقفزة
إذ الليل وارى الجن فيه أرنت
ووصف بعضهم السعلاة فقال:
وحافر العنز في ساقٍ مدملجة
وجفن عينٍ خلاف الإنس بالطول
ولذلك يعتقدون أن الشاعر حين يفكر في بناء قصيدته يأتيه الهاتف فيعينه ..
وليس هذا لزاماً دائماً .. فقد لايعينه .. ولكن يعتقدون أنه إن أعانه كان الشعر أجزل !
وأبدع .. لإبداع الجن .. وإحكام صنعتهم ...
ولذلك كلما خلا الانسان بعيداً عن البنيان تواردت عليه الافكار والاشعار ...
وللجن ديوان مطبوع في الاسواق 

جُمع فيه أشهر مانسب للجن من أبيات !
فيه مايقارب" تسعين صفحة " ومن تلك الأبيات .

كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب
مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب
على النهي والهجيرة والمضابي وشب 
يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب
يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب .
فرد عليه الشاعر الثاني :
كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل

صبحية السيل من في الليل رعده يشل
ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل 
ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل
أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل
وهناك من يدعى ان القصيدة الجميلة تنسب للجن

أيضا قد قالوها نيابة عن ابن زريق البغدادي والله اعلم
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذل يولعه 

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
------------
البداية والخاطرة 
في الواقع ان نحن والآباء والأجداد والكثيرين لم نكن حبنها حينعا موجودين ؟ أنما نقلت القصص لهم وبدورهم نقلت لنا ! -
وبوجه عام أعتقد أننا نكتب للنمتع الآخرين ؟ وبذات اولئك الأشخاص التى تزيد اعمارهم عن أربعين عاماً في شتى انحاء العالم العربي والغربي ، فحتى هم هناك تدار في منازلهم مثل تلك القصص , على مدى عدة قرون من الزمن قد تختلف تلك القصص من مجتمع عن الاخر ، لاكنها تدور حول ذاك الشي الا وهي الأشباح وعالم الكائينات الفضائية تمام مثلما يدار في العالم العربي عن قصص السعلية والغول :-
مثال لذلك :
ففي المجتمع الصيني؛-
هناك قصص خرافية تدور احداثها عن كائن غريب الا وهو التنين الذي ينفث النار بل اصبح اسطورة يعرفها شعب الصين الذي يبلغ عدد سكانه مليار ونصف المليار منالبشر واصبحت اسطورة التنين تلصق صوره على الملصقات الدعائيه والكتب وفي مجمل الثقافة الصينية بشكل عام !
----
وفي مجتمعات الشعوب الامريكية  والغربية ؛-
كبريطانيا وفرنسا وغيرها تدور قصص عن المسخ او الشبح الذي يخرج من النهر او من وسط الغابة عند ظهور القمر ويغزوا القرى والهجر ويخطف الاطفال وتلك القصص راسخة في ثقافتهم وقد انتجت اللعاب كرتونية وافلام تعرض الى الان مثل زورو  وشبح  الغابة وغيرها !
----
وفي المجتمعات الافريقية ؛-
او في القارة السوادء تدار القصص حول الجن الازرق, ويجب الا يعارضهم احد في حال خرج الشيطان واخذ الاطفال او خطف النساء وكانت القصص تدور حول الطفل اذا طال مرضه وقد استحال استجابته للأعتماد على نفسه بان الشيطان قد يخطفه او في حال تعند الطفل واغضب ابويه واستحال اصلاحه!
----
وفي اغلب الشعوب العربية !
  تدوار قصص عن السعلية او الغول وام الصيبان وتدور في المجمل في اصلاح الابناء ومحاربة الشر  والظلم 
مثال على ذلك!
 الطفل : اذا عاند ابويه فسوف يحصل له الاذى
 والشرير: سوف تنتقم منه السعلية 
والظالم: سوف يتسلط عليه الغول
 واعتقد ان تلك القصص في ذاتها مجرد فلسفة مجتمعية  اصلاحية بحد ذاتها  ؛-
وليس المجال هناء لإجل محاولة أثبات صحة تلك القصص,فهيا موجودة ويعرفها القاصي والمتابع قبل اربعة عقود وصاعداً!
والمغزى من هذه الخاطرة لنترك بصمة للأجيال القادمة 
وأعتقد أن في تلك الأجيال القادمة من سوف يهتم بما كان في تلك الأجيال الماضية التي أصبحت حياة تلك الاجيال لغز يحيرهم وتلف اغلب حياتها الغموض, وتبقى في محل بحث وبذات ماقبل التصوير والتسجيل والفيديو والنفط والكهرباء والاتصالات والتقنيات المحفوظة بالصوت والصورة 'كما هو الحال الآن مع تلك الآثار التي تعود إلى آلاف السنين فما زال سر تاريخ تلك الآثار لغز قد حير العالم بأسره !
وبالعودة إلى خاطرتنا عن قصص السعلية والغول؛-
وبما انني قد تذكرت بعضاً من تلك القصة أو الخرافة عن االسعلية والغلول التي سبق أن قصت لنا قبل أكثر من أربعين عاما لعلي أعيد لمن تبقى من تلك الإجيال التي لا زالت على قيد الحياة الفرصة لتتذكرها وتشخص أحداثها من احتمال وجودها , او نفي صحة حقيقتها ؟
؟---------؟--------؟
هل يا ترى كانت تلك القصص بالفعل حقيقية ؟
أم هل يا ترى كانت تلك القصص مجرد خيالية ؟
أم هل كانت خرافات وخزعبلات فقط ؟
----
في حينها لم يكن الكثيرين موجودين ؟ حتى ننفيها أو نصدقها ؟ وحتى الأباء والأجداد بانفسهم لايستطيعون تصديقها او تكذيبها ؟ هم وجدوا على وقع سماع روايتها ؟ كانت تحكى لهم قبل نومهم من قبل أباهم وأمهاتهم بذات مثلما حكيت لنا من الأباء والأمهات ؟ وفي تلك اللحظات أستطيع القول بنيابة عن تلك الأجيال وحقيقة انه عندما كانت تسرد القصة تسبب لنا الرعب والدهشه اثناء سماعها ؟ كان الكل عندها يقترب من أمه ' وكان الكل يرتجف وغير مصدق أن تلك اليلة سوف تتجلى دون حضور تلك السعليه أو الغول ؟ وكنا اول ما نفعله كل صباح نسرع لتفقد اخوتنا فالبعض منا قد غشاه النوم قبل اتمامه لسماع نهاية تلك القصة المخيفة ؟
-----------------
"ومن وجهة نظري"
 ان تلك القصص مجرد فلسفة مجتمعية"
مقصودة ومتقنه في كل المجتمعات لإهداف اما دينية / او تأديبيه / او اصلأحية !
وأن اللغز والسر وراء هذه القصة:
تتلخص فيما يلي :
1 - ففي المقام الاول كان الجوع في ذلك الزمن من أهم الأسباب في سرد تلك القصة حتى ينام الأبناء !-
2 - وفي المقام الثاني من سرد القصة كانت تهدف إلى زرع عوأمل الشجاعة عند الأبناء وبذات في تكرار سردها من حين إلى آخر وفي اليوم التالي لا سعلية ولا غول والا لما كانت تقص بذات من الأم  مباشرة !-
3 - وفي المقام الثالث زرع بذرة الالفة بين الأخوة فيما بينهما ومدى تماسك بعضهما مع بعض من خلال القصص التي كانت تحكي والتي سوف أورد بعضأ منها!- 
تعريف  شامل للسعلية والغول:- 
وهو الشي الكبير او الخارق للعادة الذي تفوق قدراته قدرات الموجوين او المعروفة عند الجميع ' كما اطلق وصف الغول او المغول على جيوش التتار التي اجتاحت بغداد وبلاد الشام واستمر حتى وصولهم مصر واجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية في نهاية القرن السادس للهجرة وسمى بالمغول الذي لا يقهر لسرعة انتشاره وسيطرته                             !!!
واسم الغول مشتق من اسم الغورلاء ؟
وهي من الحيوانات العادية المسالمة من فصيلة القردة وتسمى بالغورلاء وتلفظ بالغورلات بجمع مونث سالم  لكلا الجنسين وهي في حد ذاتها تشبه الى حد بعيد  الإنسان من ناحية المشي والفهم والتصرف وتبادل العواطف' وكذلك بالإمومة للاناث منها في اثناء رضعها لصغارها ويشترك في الصفات مع الانسان لكونها تعيش في جماعات وتعرف بعضها بعض  وتحزن وتفرح وتشترك ايضاً في شكل اليدين والإرجل مع الانسان وفي جميع الإحوال كانت تلك الحيوانات الليفة تعيش في كل بقعة  من القارات الإربع "- 
خاصاً في بطون الأودية ورؤس الجبال حيث الاشجار الكثيفة وتجمع للمياة الا انها انحصرت الان في افريقيا بذات وكانت تلك الحيوانات تفر وتتفرق خاصا اثناء هبوط الليل نتيجة هجوم الحيوانات المفترسة عليها ’مثل الذئاب والنمور والفهود والإسود والضباع, وكانت في اثناء ذلك تصدر اصوات وزمجرة مخيفة اثناء هروبها وتفرقها تشبة لحد بعيد اصوات الجمال اثناء هيجانها من اجل تحديد أماكن مجموعتها !!-
"تعريف السعلية والغول في المعتقد "
السعلية في المعتقد في ذلك الزمن على انها نوع من الجن الغير مرئية !-
وفي المعتقد كذلك أنها صخمة ومرعبة وأسرع من الحصان في اثناء السباق !-
ومن صفاتها كذلك / أنها تخطف الأبناء وبذات الصغار منهم وتخبئها في وكرها وتلتهمهم فيما بعد !-
وأنها تتلبس احيانا بهيئة رجل أو أمراة او حيوان مخيف غير معروفة أو مالوفه لأهل القرية وينفث النار والشرار !-
فمثلا الغول:
 يكون على هيئة رجل يكون ذو شعر يغطي كامل جسمه وأظافر طويلة على غير عادة أظافر البشر !
وكذلك السعلية :
تكون على هيئة امرأة تكون مسدلة لشعرها على كامل وجهها مع التمويه بين الظهور تارة والاختفاء تارة بين الأشجار أو على أسطح المنازل وجميعهم كانوا يتكلمون بلسان تلك البشر في ذلك المكان 'كمثال لذلك في طلب الماء أو الطعام أو يسأل عن أشيا تبدو غريبة بعض الشئ وغير مالوفه عند اهل القرية!

ومن القصص:
التي قصت لنا قبل أربعين عام وهي نفس القصة التي قصت لأبائنا قبل مائة عام ونفس القصة التي قصت لإجدادنا كذلك من آبائهم قبل ثلاثمائة عام واكثر ويستمر لمن يتتبع أحداث تلك القصص !
القصة الاولى:
يقول والدى رحمه الله بعدما حكيت لي قصة السعلية والغول وبينما كنت في حينها في حدود السابعة أو التاسعة من العمر قد وضعني والدي الذي هو جدك  في حراسة بذور القمح وكانت القرية على بعد من مرأي العين أي تبعد بحدود ميل من موقعي الذي كنت به 'كان المكان الذي أنا فيه بجانب الجبل وتحيط به الأشجار من كل جهة تقريبآ ؛- فاذا بي اسمع أصوات شبه غريبه ألا أنني قد عرفت مصدر تلك الأصوات بعد عشرين عاما التي لم تكن في الاساس إلا أصوات القردة أإن ذاك ويكمل الوالد حديثه يقول فإذا بصاحب ذلك الصوت ينحدر من اعلى الجبل بتجاه الشعب وبسرعة انتقل الصوت الى وسط الوادى وبسرعة كذلك أصبح الصوت يختفى شمالا فاستغربت أكثر أن والدي الذي هو جدك وجميع أهل القرية لم يحركوا ساكنا على الرغم أن الجميع في القرية قد سمع الصوت 
:- خاصا أنه في حينها كان أهالي القرية في خارج باب كل حجره وبذات في سرحة المنزل استعدادا للنوم'  بدلأ  من الاستنفار من قبل الآباء والأمهات للبحث عن أبناءه التي كان الكثير منها موضوعه في الحراسة او الاطمنان عليهم حتى ولو كان ذلك في المناداة بالأصوات فيما بينهم !
ولهذا أعتقد أن تلك القصص فقط كانت مجرد خدعه لم أفهمها إلا بعد عشرين عاما من عمري؛- 
القصة الثانيه:
تقول الوالدة أن القصة التي سمعتها من والدتها التي هيا جدتي تقول القصة انه في ذات ليلة ممطرة وذات برق وصواعق تشاهد ضؤها  وسنا برقها من بعد
 ؛- فإذا بالباب يطرق ولا يمكن لا حد أن بطرق الباب في تلك الغترة بعد حلول الظلام إلا ويعرف بنفسه لطلب مساعدة أو الاستئذان للمبيت حول المنزل خاصتا من قبل عابري السبيل :- وتكمل الوالدة القصة التي سمعتها من الجده ويتكرر الطرق على الباب بقوة مرعبه فإذا بها تهدد التي هيا كانت السعليه أو الغول ان لم تفتحي الباب فسوف اخذ جميع أبنائك ولن اترك لك احدا منهم فانا اعرف عددهم تقول ترجيتها أو رجوته وتوسلت بكل ما املك  وعرضت عليها أخذ من الغنم  أو البقر دون جدوى حتى استقر الحال على أختبار الأم من يكون من أبنائها لتقدمه لسعلية لعلها تترك البقية
 وتتوقف الوالدة عن اتمام حديثها صيحا نكمل القصه تقول الوالده لم تكملها والدتي التي هيا جدتك وحتى والدتي لم تكملها لنا إلى يومنا هذا؛-
وهذا بحد ذاته يكفي القول أن تلك القصص مجرد خدع فقط أو فلسفه إجتماعية واصلاحية وأعتقد انها لردع !
القصة الثالثة:
تقول القصة أنه كان هناك أحد الرجال بسكن بين المزارع وقد شيد له كوخ وامامه أكوام من المرادم كالحبال من اعلاف المزارع ؛- وبينما هو كذلك يعد عشائه وامامه السراج العبارة عن شمعة مصنوعة من الكتان وقد غمسة في خام القار  او المهل المستخرج من لحا الشجر 
وبينما هو يعد طعامه؛-
إذ بالغول يجلس بجانبه يشعره الكثيف الذي يغطي كامل جسده وتلك الأظافر المخيفة وتقول القصة أن الرجل كان لإيهاب أحدا كان من كان وذو قسوة وشجاعة فبادرة الغول بالضحك وكأن الشرار يخرج من بين فكيه
فقال الرجل للغول ماذا يضحكك فرد عليه الغول أضحك عليك "تعد عشائك ' ثم اتعشا معك ' وقد اتعشاك أن لم يكفي العشاء" الذي تعده فرد عليه الرجل فقال يا من يدور العشاء عندي 'وبدا' يضحك على الغول والرجل مرة يزود في النار ومرة يقلل من وهج النار وكأنه يستفز الغول وبعد أن بداء الغول!
يفقد السيطرة على نفسه بدءا مرة ينفخ النار ومرة ينفث النار في وجه الرجل فقال له الرجل غولان انظر من الذي قد أتي فما أن نظر الغول إلى الجهة التي يشير إليه الرجل الا وقد باغته الرجل وغرس في ظهره النار المستعره
فإذا بها تنتشر بسرعة هائلة في شعر الغول الكثيف فبدأ الغول يهرول يمنه ويسره والرجل يضحك منه فسأله الغول كيف التخلص من هذه النار قال عليك بالدخول في المردام الذي هو في الأساس مجرد حطب ومجموعة من القش والأعلاف وبهذا بدأت النار تأكله فقال الغول وهو يئن كم من قلوب افزعتها ولم آراء قلب أنسي بمثل قبلك في شدته وقوته وشجاعته؟ 
وبهذا يتجلى أن تلك القصص كانت من ظمن الاحتمالات الثلاث التي شرحتها في مقدمة هذه الخاطرة وهذا خير ذليل على عدم صحة تلك القصص والروايات !-
وفي الختام

بجب اخذ جميع القصص والروايات على أنها حقيقية فليس هناك أي قصة أو رواية ألا وفيه جزء من الحقيقه أو الأقل يمكن أن تكون في المنظور صحيحة على المدى البعيد هكذا يقولون المحللون والمحققون والمدونون في جميع الاحتمالات ودونها الكتاب في مؤلفاتهم ؛ -
وتقبلوا من اخوكم ابن رديف نومآ سعيدا وحياة صاخبة بالمرح والفرح
ودمتم حفظ الله ورعايته 
حكي لنا العرب:
في أسفارهم وفي رحلاتهم عن الغول والقطرب و»خوافي» الجن و»هواتف» السعالي والنسناس -التي تعترضهم في الفيافي والخلوات وتغشاهم في الجبال والفلوات-، كما حكى لنا الرواة والرحالة العرب الذين شقّوا أراضي الجزيرة العربية شمالها وجنوبها أن للجن - قبائلها وعشائرها وملوكها - أودية وشعاب وجبال تسكنها وتتكاثر فيها؛ إذ عرف عن بعض فيافي نجد وجبال الحجاز وأودية اليمن أنها كانت مأهولة بجموع من الجن تحدثت عنها كتب العرب وأشعارهم في الجاهلية وفي الإسلام.
«جبل خنوقة» في البجادية مسكن قبيلتين من الجن الأولى «مسلمة» لا تؤذي أحداً والأخرى «كافرة» طال شرها المسافرين
بلدان الجن في جزيرة العرب
عُرف عن الجن أنها تسكن الخراب والفلوات ومواضع النجاسات في "الحمامات" و"القمائم"؛ لذا نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن هذه الأماكن، وحذّر منها، وأمرنا بالتحصّن بالأوراد الشرعية الصحيحة عند النزول بها، كما عُرف عن الجن سكناها المواضع المظلمة والغيران والكهوف الموحشة، والأماكن المهجورة في الحواضر والبوادي، إلاّ أن تواجدها في الفيافي والقفار معلومٌ مشهور عند العرب وغيرهم، بل إن العرب على علم بذلك لطبيعة أرضهم وكثرة تنقلهم في الصحاري الموغلة والبيد المقفرة.سكنت أرض «وبار» و«جبل سواج» و «أبرق الحنان» و«يبرين» والحِجر من أرض ثمود و«بلاد الشحر»
ولذا قيل إن الجن سكنت أرض "وبار" و"جبل سواج" و"أبرق الحنان" من جزيرة العرب، كما سكنت "جبل حرفة" في محافظة النماص، و"يبرين" التي يرى البعض أنها أرض عاد بعد هلاكهم جنوب الجزيرة العربية، كما زعموا أنها سكنت الحجر من أرض ثمود -وهي تختلف عن حجر اليمامة في عالية نجد التي تضم مدينة الرياض حالياً-، وقد ذكر العلامة "أبن جنيدل" أن في "جبل خنوقة" موطن شهير لمعازف الجن، وتقصد العرب بالمعازف ما يصدر في الصحاري من أصوات ونواح وصفير فسّره البعض بصوت الرياح على السواحل والكثبان الرملية
ورأى البعض الآخر منهم أنما هو صوت نواح الجن، حيث ذكر "الجنيدل" واصفاً "جبل خنوقة" بأنه جبل أشهب تعلو جانبه الغربي برقة كثيب رمل أحمر، وتحف جانبه الشرقي برقة بيضاء واسعة تسمى "أبرق خنوقة"، وموقعه شمال بلدة البجادية غرب محافظة الدوادمي
«وادي عبقر» مأهول بأمة من الجن
ينسبون إليها كل شخص ذكي.
وتوقع "الجنيدل" أن "خنوقة" مسكن "بنو مالك" و"بنو الشيصبان"، وهما قبيلتان من الجن الأولى مسلمة لا تؤذي أحداً، والأخرى كافرة لا يسلم من شرها المسافرون والسابلة، ولا أدل على إسلام الجن وكفرها إلاّ قوله تعالى (وإنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدا)، كما اختلف العرب في موضع "جن البدي" الذي أشار إليه "لبيد بن ربيعة" في شعره؛ فقيل المقصود بها البادية أي الصحاري، وقيل بل "البدي" وادٍ لبني عامر، وبني عامر أمة من القبائل مجتمعة في جدها الأكبر عامر بن صعصعة، ومساكنها بين نجد وجبال تهامة، وهي إلى نجد أقرب على أنها مجاورة لصحاري الربع الخالي من الناحية الشرقية؛ ولذا وُصف أهلها بالشجاعة، وشدة البأس، ونجدة الملهوف، مع ما عرفوا به من الفصاحة ورقة الشعر، لا سيما في الغزل العذري الذي تسيده في تلك البلاد قيس بن الملوح "مجنون بني عامر" في مسرح جبل التوباد في محافظة الأفلاج الحالية!
«بيت الأشباح»:
قاد ابن الهيثم إلى نظرية الانكسار الضوئي والسينما

أشهر بيت شعر قالته الجن:

وقبر حربٍ بمكانٍ قفر

وليس قرب قبر حرب قبر
وادي عبقر:-
كما أشار العرب إلى "جن البقار"، واختلفوا في البقار هل هو وادٍ أم جبل أو رملة، إلاّ أنهم اتفقوا على أن وادي عبقر وادٍ مأهول بأمة من الجن؛ ولذا كثر ذكره في أشعارهم، ورواياتهم حتى أن بعضهم ذكر أن فيه قرية عامرة بأصناف من الجن التي ينسبون إليها كل شخص ذكي؛ فيقولون "عبقري" نسبة إلى وادي عبقر الذي ترجح الروايات أنه في أرض اليمن -على خلاف بعض الأقوال التي زعمت أنه بين جبال الحجاز وتلك التي ذهبت إلى القول بأنه وادٍ في فيافي نجد-، كما قالوا إن "بلاد الشحر" في حضرموت مشهور بتواجد الجن، ولذا قالوا: إن من قبائل الجن "بنو غزوان"، وأن من ملوكهم "الشنقناق" و"الشيصبان"، وروي أن بعضها سكن في قصر الخليفة العباسي المعتضد بالله في بغداد وروع أهله.

كما ذكرها بعض الشعراء مثل "بشّار بن برد" و"الشنفرى" و"السليك بن سلكة" و"تأبط شراً"، و"أبن الورد"، وأكثروا من ذكر "العوامر"، وهي قبائل من الجن سميت بذلك؛ لأنها تسكن البيوت لا سيما المهجورة منها -أي تعمرها بسكناها-، ولذا يقال هذا البيت مسكون، أما العفاريت فهي القوية منها، ومع هذا فكلها ضعيفة في كيدها وقدراتها على إيذاء الإنسي إذا تحصن منها بما شرعه الله له كتلاوة القرآن العظيم، والتحصّن بالأوراد الشرعية الصحيحة، والتعوذ بالله من الجان وشرورها وكيدها. 

وقد روي عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بالمدينة نفر من الجنة قد أسلموا فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان" روا مسلم.

أي أن الإنسان إذا رأى ما يريبه من الأشباح أو الأفاعي أو ربما الحشرات وغيرها، فليأمره بالخروج بعد أن يستعيذ بالله العلي العظيم منه، فإن شاهده بعد ثلاثة أيام فليقتله، ولا أدل على ضعف كيد مردة الجن إلاّ جهلهم بوفاة النبي سليمان عليه الصلاة والسلام قال تعالى:؛فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ؛.

كما أن معظم ما يذكره بني البشر من مخاوفهم من الجن عائد إلى الشكوك والأوهام، وهذا ما كانت العرب تزعمه في بعض أوهامها؛ حتى جاء الإسلام فصحح معتقداتهم، وصرف الاستعاذة بالله وحده، قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا".

كما كشف ضعف الإنس والجن وتحداهم سبحانه أن يجتازوا أقطار السموات والأرض قال تعالى:

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلْطَانٍ ؛33؛ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ؛34؛ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ".

الغول والسعلاة

وروي أن الغول إنما سميت غولاً؛ لأنها تغتال الناس أي تهلكهم، ولذا كانت العرب تقول للمسافر "هون الله عليك غول هذا الطريق"، كما كانت تطلق على "أم الكبائر..الغول"، ومنها اشتق الكيمائيون العرب أبان تحضرهم مسمى "الغول الإيثيلي" أو "الإيثانول" على مادة الخمر حيث أن كلمة "الكحول" بالإنجليزية عائدة إلى أصلها "الغول" في العربية، بل قد سبق هذا كله كتاب الله عز وجل في قوله تعالى في وصف خمر الجنة:

؛لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ؛، كما قال راوية العرب أو عبيدة: الغول أن يغتال عقولهم وأنشد:

ما زالت الكأس تختالهم

وتذهب بالأول الأول
كما قالوا أن أنثى الغول تسمى "غيلة"، وأن ذكرها يسمى "قطرب"، ولذا عرف عن الغول التلون في صورتها وثيابها؛ فهي في بعض صورها كالإنسان إلاّ رجليها فإنها رجلي حمار، وتزعم العرب أن الغول تتغول لهم في الخلوات فيخاطبونها وربما ضيفوها كما قال الشاعر "تأبط شراً":
ما أصبحت والغول لي جارة
فمن كان يسأل عن جارتي
فإن لها باللوى منزلاً
وكان هذا الشاعر الجاهلي "ثابت بن جابر" المعروف ب "تأبط شرا" من صعاليك العرب الذين يهيمون في الصحاري والخلوات، ويسابقون النعام والغزلان ويعيشون في البراري وبطون الأودية، كما زعمت العرب أن الغيلان "جمع غول" توقد لهم النيران بالليل، وتحتال على السابلة والمسافرين حتى قال "أبو المطراب"يصور حاله معها في إحدى رحلاته:
فلله در الغول أي رفيقة
لصاحب قفر حالف وهو معبر
أرنت بلحن بعد لحن وأوقدت
حوالي نيراناً تلوح وتزهر 
كما قال "عبيد بن أيوب" في وصف السعلاة
(السعلو في لهجتنا الحالية):
وساخرة مني، ولو أن عينها
رأت ما رأت عيني من الحول جنت
أبيت بسعلاة وغول بقفزة
إذ الليل وارى الجن فيه أرنت
ووصف بعضهم السعلاة فقال:
وحافر العنز في ساقٍ مدملجة
وجفن عينٍ خلاف الإنس بالطول 
وقيل: أن "علقمة بن صفوان بن أمية" قتله (شق)، والشق عندهم ضرب من الجن نصفه على شكل إنسان، كما زعموا أن "حرب بن أمية" قتلته الجن، ثم ناحت ببيت من الشعر يصعب على المرء تكراره أكثر من مرة؛ لصعوبة المتشابه من حروفه، وهو البيت الشهير الذي تقول فيه الجن:
وقبر حربٍ بمكانٍ قفر
وليس قرب قبر حرب قبر
كما زعموا أنها قتلت "مرداس السلمي" و"أبو العباس بن مرداس" و"المغني الغريض"؛ لأنها منعته من الغناء لكنه غنى ذات ليلة فقتله وكان صاحب صوت رخيم.
أما هواتف الجن فقد زعموا أنها تصيح في القفار والفيافي والأودية السحيقة، وتخيف ضعاف النفوس بصوت مسموع وجسم غير مرئي؛ حتى كانت العرب من جهلها تعوذ بسيد الوادي –كما تزعم – من سفهاء قومه من الجن إلى أن نزل الوحي برسالة الإسلام، ونهى عن الشرك بالله، والخوف من مخلوقاته، أو صرف الخوف والرجاء لغيره سبحانه.
أساطير العرب
عرفت الأسطورة بأنها ضرب بين الحقيقة والخيال، ولذا دأب القول على أنها تطلق على كل أمر يحتمل الوجود الفعلي أو عدمه، وقد زعمت العرب أن العاشق المشهور "مجنون ليلى" وحكيم العرب "أبن القرية" والهزلي المضحك "أبو غصن الفزاري" (جحا) هم من الأساطير التي ظلت مبهمة بين الحقيقة والخيال، وعليه قالوا: إن الغلو والعنقاء هما من ضروب الأساطير، إلاّ أن الروايات والمنقولات العربية تكاد في معظمها أثبات حكايات الرحالة العرب مع الغول رغم عدم قبول كثير منها.
وقد روى المسعودي في كتابه "مروج الذهب" تفصيلاً لذلك، كما وضع الأديب المعاصر "محمد عبدالرحيم" كتاباً سماه "أدب الجن" شدّد فيه على صحة ما نُقل من آداب وأشعار الجن في العصر الجاهلي وصدر الإسلام والعصر الأموي والعباسي، وذكر ما كان يردده شعراء العرب من أن الجن تلقي الشعر على أفواههم، ولذا قال جرير:
إني ليلقي عليّ الشعر مكتهل
من الشياطين إبليس الأباليس!
وكانوا يزعمون أن لكل شاعر شيطان يلقي عليه، فكان –حسب زعمهم– اسم شيطان الأعشى مسحل بن أثاثة، وشيطان عمرو بن قطن: جهنام، وبشار بن برد: شقنانق، أما النابغة الذبياني فله: هاذر بن مادر، ولأمرئ القيس: لافظ بن لاحظ، وعبيد بن الأبرص: هبيد بن الصلادم، وللكميت: مدرك بن واغم، وغيرهم كثير، ولا أدل على ذلك عندهم إلاّ ما روي من الأشعار التي نُسبت للجن كقول "النسناس" الذي لحق به كلبان ليصطاداه وهو يجري هرباً منهما ويقول في قصيدة عجيبة:
الويل لي مما به دهاني
حظي من الهموم والأحزان
قفا قليلاً أيه الكلباني
واستمعا قولي وصدقاني
لولا سباتي ما ملكتاني
حتى تموتا أو تفارقاني
لست بخوارٍ ولا جبان
ولا بنكس رعش الحنان
لكن قضاء الملك الرحمن
يذل ذا القوة والسلطان
وغيرها أشعار كثيرة بتراكيب وصورٍ عذبة مبتكرة.
بيت الأشباح
ولعل من الطريف في أمر الأشباح والعفاريت ما روي من ذيوع خبر بالبصرة – قبل ألف عام – يحذّر الناس من دخول بيت مهجور بأطراف المدينة؛ زعم من زاره أنه رأى العفاريت والأشباح تترأى له في جدرانه وبين منازله، وهو ما دعا الفيزيائي الشهير "الحسن بن الهيثم" أن يطلب من أحد أصحابه أن يزور معه هذا البيت المسكون، ورغم تعجب صاحبه، إلاّ أن "أبن الهيثم" أصرّ على الذهاب، وما دخل مع صاحبه، إلاّ واكتشف نظرية الانكسار الضوئي وابتكر السينما، وبدأ دراساته عن القمرة "كاميرا الغرفة المظلمة"؛ لأنه اكتشف أن هذه الأشباح والعفاريت المزعومة ما هي إلاّ انعكاس لضلال أجسام المارين بالطريق على جدران المنزل الذي دخلت عليه أشعة الشمس، من خلال ثقوب وفجوات تباينت في سطوعها وخفوتها حسب سطوع ضوء الشمس، وبهذا مهدت نظرية الأشباح إلى اكتشافات ظلت حبيسة الكتب أكثر من تسعمائة عام استفاد منها العالمان الفرنسيان "لوي دايجر" في التصوير الشمسي، و"جبريل ليمان" في التصوير الملون، وكذلك الأمريكي "إيستمان جورج" مؤسس شركة كوداك في القرن التاسع عشر، والغريب أن نظرية الأشباح - وما تلاها من اكتشاف الكاميرات - وقفت عاجزة عن تصوير الجن التي وصفها العرب قديماً بأنها تسمع ولا ترى.

 يقولون أن الشاعر يملي عليه شيطانه لاسيما في الهجاء والشر والمجون ...
ولذلك كانوا يفضلون شعر حسان قبل الاسلام على مابعد الاسلام ... من حيث
الجزالة والقوة .. وفي هذا نظر ..
ويسمون جن الشعر الهاتف ...
وكان لامرئ القيس كما يقال هاتف مشهور اسمه لافظ بن لاحظ .. وللأعشى ( صناجة العرب ) هاتف .. وله
قصة معروفة معه ..
ولذلك يعتقدون أن الشاعر حين يفكر في بناء قصيدته يأتيه الهاتف فيعينه ..
وليس هذا لزاماً دائماً .. فقد لايعينه .. ولكن يعتقدون أنه إن أعانه كان الشعر أجزل
وأبدع .. لإبداع الجن .. وإحكام صنعتهم ...
ولذلك كلما خلا الانسان بعيداً عن البنيان تواردت عليه الافكار والاشعار ...
وللجن ديوان مطبوع في الاسواق .. جُمع فيه أشهر مانسب للجن من أبيات ...
في مايقارب تسعين صفحة ..
كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب.مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب
على النهي والهجيرة والمضابي وشب ::: يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب
يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب .
فرد عليه الشاعر الثاني :
كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل:::صبحية السيل من في الليل رعده يشل
ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل ::::ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل
أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل .
وهناك من يدعى ان القصيدة الجميلة تنسب للجن أيضا قد قالوها نيابة عن ابن زريق البغدادي والله اعلم
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذل يولعه ::::قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
وهذه بعض اسماء قرناء الشعراء الجاهليين من الجن
لامرئ القيس: لافِطُ بن لاحظ،
وللأعشى: مِسْحَل بن أثاثة
ولعبيد بن الأبرص: هبيد بن الصلادم
وللنابغة الذبياني: هاذر بن ماذر
وللكميت: مدرك بن واغم
ولبشر بن أبي خازم: هبيد
ولزهير بن أبي سلمى: زهير
ولبشار بن برد: شنقناق
ولطرفة: عنتر بن العجلان
ولقيس بن الخطيم: أبو الخطَّار
ولأبي نواس: حسين الدَّنَّان
ولأبي تمام: عتَّاب بن حبناء
وللبحتري: أبو الطبع
وللمتنبي: حارثة بن المُغَلِّس. 

" السر الآثم " الخاطرة رقم 70


واقع الظمير بين ألتمني  والترجي "
-------
كيف تكون قريبا  من الله
حتى تستعد لموت الفجئة 
----
أغلب الضغوطات صناعة ذاتية :-
1- أشخاص لا نحبهم نتابعها
2- ذكريات تزعجنا نستحضرها
3- أخبار تضايقنا نسمعها  
4- مواضيع تكدر صفونا نتحدث عنها
فل نحرر انفسنا ليننعم بصفوة الحياة - !
¤¤¤¤¤¤¤
في الأصل أن الدنيا مراحل ، والجميع راحل ، كما الشمس تشرق وتغرب وتعود وتذهب، وكل من في السموات والأرض آت ، حتى يقف ، أمام الملك الخالق والجبار سبحانه وتعالى ؛- 
----------
وخير البداية بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي عبد الله جابرٍ بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ـ أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال وحرَّمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً أأدخل الجنة؟ فقال عليه الصلاة والسلام نعم !!
---------
والذي فهمته من الحديث أن كل حرف وكلمة وردت في الحديث لها وقفات ومسار طويل مضني على مدى أمتداد الحياة من المحافظة والصبر والترجي والأمل من الله سبحانه وتعالي أن تقبل جميع اعمالنا الصالحة -! 
-------
ولا شك أن ما من أحد منا في صغره وفي عنفوان شبابه,إلا "وكان له وكان " تقريباً, الا من قد رحمة الله'' غير الصلوات والفرائض التي قد ضيعها أو تساهل بها' وغير فلتان اللسان والخوض فيما يعنيه وفيما لا يعنيه ,ولا حول ولا قوة إلا بالله !-
والكثير منا من كان يخوض وينفز ، مع كل مصفوق يصفق له في كل جال ، ومع كل لتيت ونتيت كنا نكيل ، وكنا مع كل بغل وكل جحش وكل وحش معه ندور في كل الصوامع والتلال فلقد اكلنا وشربنا وتمرغنا معه في كل حصبآ ونثيل ! 
وشاء الله ورجع العقل لنا بعدما كان العقل على ظهر قارب يجدف بنا في أعماق المحيط ؛-
والكثير منا من هو الآن يقول هذا أنتم ,أما نحن فلا فلقد خلقنا منزهين ومثقفين ومن اهل الدين والتقوى,وأن جميع حياتنا كانت فقط بين المحرآب والماذنة,وكنا عفيفين وكريمين وعفويين ، وبمجرد أن نسمع من يخوض في الناس فزينا وأنكرنا وغادرنا المكان ,وقبل أن ننام نقرب المصحف ونتلوا من كتاب الله الكثير ' ثم ناخذ غفوة لأكن قلوبنا معلقة باﻹذان والصلاوة القادمة ، وكل يوماً ونحن نطوف على الجيران بالسلام والسؤال لنقضي حاجة السائل والمحتاج,غير التلطف مع اﻹشقاء والأقرباء, وغير صبرنا على كل إذئ وطويل اللسان, وغير برنا وتصبيحنا وتمسيتنا على أمهاتنا وآبائنا كل يوم وليلة, وكنا نقول لهما بجميع الاحوال بسمعاً وطاعة ولبيك.
----
ولاكن أعتقد أن هولاء الإفاضل وقتها كانوا في تلك المرحلة على كوكب المريخ وبعد ان هبطوا بالخطاء على كوكب الأرض,تفاجوا عندما وجدونا على هذه الحالة المزرية وما نحن عليه بتلك الأفعال ,وقد انكروا بالفعل علينا فعلنا هذا وقد جاهدوا بنصيحتنا وشدوا من ازرنا لعلنا نعود معهم الى كوكب المريخ 'وأعتقد كذلك أنهم بالفعل كانوا كذلك ,لاكنهم كانوا يفعلونها في داخلهم فقط حفاضاً على مصالحهم الذاتيه، وتحت شعار سماهم في وجيههم ففي تلك المرحلة من الزمن كان من يسدل لحيته الكل كان يضمن لهم الجنة ' وبعدما تكشفت الحقائق وجدنا ان الشيعي واليهودي وحتى النصراني يسدل لحيته ووجدنا المرآبي والمغتصب لحقوق الضعفاء والفتان والغالب منهم والظاهر,الا من قد رحمه الله " - نتيجة لجهلنا بالدين والاسلام والإحاديث النبوية الصحيحة فقلد ورد حديث فيما معناه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم:  قال الإيمان ها هنا ,الإيمان ها هنا واشار علية الصلاة والسلام الى القلب وهو محل الإيمان الحقيقي  والخفي الذي لا يعلم به غير الذي خلقه سبحانه تعالى, 

؟ وها نحن نرد عليهم ونقول لهم ؟
! ---------- !
لا أحدا منزه من تلك وتلك ألا من قد اختاره الله سبحانه وتعالى من البشر لمن أراد أن يكون منهم اما نيى أو رسول أو رجلا صالحا ولله حكمة في ذلك لان الجنة قد خلقت  ولها اصحابها والنار قد خلقت ولها كذلك أصحابها والعياذ بالله 'والسراط قد نصب من قبل خلق البشر وكل  البشر حتمآ سوف يسير على هذآ السراط تقيها وفاجرها الذي هو احد من السيف ' وادق من الشعرة ' واروغ من الثعلب ' كما وصفه رسول الله عليه الصلاة والسلام' فمن البشر من هو يمر عليه بسرعة البرق' ومنهم من يهرول 'ومنهم من يحبو ' ومنهم من يتشبث لعله لا يقع في تلك الجحيم المستعرة بخطاطيفها واللسنتها واللهبتها"والقول قول الله سبحانه وتعالى [وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ] مريم 72 ، الا من تاب توبتة نصوحة 'وأمن وعمل عملإ صالحا 'ودعا الله ليل نهار بربنا لا تؤاخذنا بما فعلنا ' اللهم اغفر لنا وأرزقنا حسن الختام قبل اللقاء' اللهم وتب علينا وأرحمنا  واغفر لنا أجمعين !!! 
ربنا اننا لا نقول الا كما كانوا يقولون الأنبياء والمرسلين والصالحين' انتهى مقدمة نص الخاطرة ؛-
؟ وسوف أورد موقفين جريئين ؟ 
----
الموقف الأول
قبل أيام وأنا في المتجر إذ بي اسمع من يناديني بإسمي كاملا فنظرت فإذا بي أعرفه غير إنني قد نسيت اسمه فلقد تقاعد من العمل منذ خمسة عشر سنه أو أعتقد أنه قد قدم استقاله وعلى الرغم ان اول لقاي به كان في تلك الفترة التي لم تدم الا قليلا 'وكان عندها ذو لحية كثيفة يكسوها السواد’وغيرها تواضع لا ينافسه أحد في ذلك وحلاوة لسان واعذوبة بنطقه للمفردات الجميله عانقته بحفاوة وهو كذلك وأخذ يسألني عن تلك الأسماء التي كانت في جيله 'والحقيقة أن الرجل لم تتغير ملامحه وصحته عما كان عليها,الا في تلك اللحية السوداء التي قد غزاها الشيب وكسوها بالكامل ولاكن يبدو جميلا بتلك الحالة أكثر مما كان عليها في تلك الفترة,ولم يتركني انصرف إلا بتحديد له وقت ازوره فيها ' وما أود قوله هنا أن هناك من لو ذكرت له ذلك لضل يطوطي برأسه يمين ويسار او اتى يسرد لك ماضيه بأنه كان وكان'وكأنه هو فقط منزه او قد اختارة الله ان يكون نبي او رسول او من الصالحين التي خلد أسمائها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم وأن حياته جميعها كانت فقط بين المحرآب والماذنة وفي قال الله وقال رسوله
------
والموقف الثاني
قبل خمس سنوات من الآن وبعد صمت استمر خمسة وثلاثين عاما قد مضت فلقد خلقنا ووجدنا 'الاباء والامهات في خصام وخلاف عميق بين اقربائهم اما مع تلك العمة او مع ذلك العم او مع تلك الخالة او مع ذلك الخال او مع ذلك الجار او مع ذلك الصديق وأخذنا بطرف وتركنا طرف بدافع العاطفة أو بدوافع أخذ الحق أو من ناحية أن الأخطاء راكبه عليهم ولا مجال هناك للشك والأخذ والرد إلا أن يأتون طائعين ويركعون أمامنا طالبين للمسامحة والأعتذار لابائنا وأمهاتنا ثماً ننظر في ذلك أما القبول بذلك الإعتذار أو الإستمرار في العناد والهياط وأن آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا كانوا منزهين مثقفين متعلمين في الدين والحق عندهم كان يقال ويتبع' وقد كانت جميع حياتهم بين المحرآب والماذنة, وفي قال الله وقال رسوله وبعد أن فكرت مليآ هيئت نفسي وحفظت مفردات متقنة في فن الإعتذار والإعتراف بالأخطاء والأفعال بحيث أقول عند البدء أمامهم ,أعتقد إني قد أخطأت ’وأعتقد إني قد أسأت ’واعتقد إني قد قصرت,واني الآن أتيت طائعاً غير مكره ولا ذو حاجة’ إلا في السماح ممن قد أسأت له وبالله ثما بالله أن يقول كلاً منكم خطئي الذي قد اخطات بها عليه' ولكم مني ألا أسألكم من الذي نقله عني أو عن السبب في هذه المعمعة,فإن كان القول كذلك اقسمت بالله ان اعترف بما قد قلت وفعلت,وان كان القول غير صحيح اقسمت على ذلك انه غير صحيح جملة وتفصيلاً وان كنت عندكم في محل شك أن القول غير صحيح حتى ولو اقسمت فلكم الحق بذلك'وبالله ان لكم ما تطلبون وما يرضيكم  إذ كان ما تطلبونه يرضي به الله ورسوله 
وما ان انهيت حديثي فإذا بي اسمع من الذي أردت ان استسمحه بنفسه هو يستسمحني وقلت في نفسي هيأت وهيات وآسفي وحزني على ضياع خمسة وثلاثون عاما من أعمارنا كلها ضاعة بين القطيعة والخصام وفات علينا الكثير من الإجر والاستمتاع باْسعد اللحظات مع الأقرباء والتي لم يكن لها في الأساس أي اساس
وبهذا أستطيع القول 
كيف تكون قريبا من الله
لا أحد يجزم بكيفية العمل أو القول أو الإعتقاد الذي بسببه تدخل الجنة ألا بتوفيق من الله ورحمته -
كما حصل مع أحد أبناء أدم عليه السلام رغم وحود ادم في تلك اللحظه على قيد الحياة والنتيحة قتل قابيل اخوه هابيل !-
وكذلك احد ابناء نوح عليه السلام الذي فضل صعودة الجبل على سفينة والدة عليه السلام وكانت النتيجة غرقه وهو على تلك الحالة من الإنكار ! - 
وكذلك مع عم رسول الله عليه الصلاة والسلام أبو طالب وكيف حاول وجاهد رسول الله معه وهو يناديه ياعماه وهو على فراش الموت من أجل أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله !-
ولا أحد يجزم أن حسن الخاتمة سوف يتوفق فيها اي إنسان وينالها فقد يفاجئك الموت ولحظات وقوعه' وأنت في غير ما يرضي الله سواء في اعتقادك أو في قولك أو في  فعلك' وقد يهون القول والفعل أمام الإعتقاد ولهذا يجب على كل مؤمن متى ما رزقه الله ومن عليه'بأن يكون قريبآ من الله أن يستغل ما بقي من فترة وجوده في الحياة بجميع لحظاتها ويسعى جاهداً أن يصلح ما أفسده شبابه ولحظات طيشه وتسلط شيطانه بدءا بالقيام بجميع السنن والنوافل 
ورد المظلمة لمن هيا كانت من حقه واخذت من اخيه' سوء كان لفظا ' أو سلب شيء من اخيه 'أو لسواء ظنك به 'والمحاولة المستمرة للاعتذار لمن يأنبك ضميرك تجاهه بسبب ما عملت به ' اقترب ممن أخطأت بحقه في اي مكان تجده فقد لا تتكرر تلك اللحظات فقد يباغتك الموت او يباغته هو على حين غفله'عندها قد فات اهم ممن ينتظرك فمازال حقه باقي ,وقد تكفل به الله بأخذه منك ' اقترب واهمس بإذنه وقول له أعتذر أو أسف أو العذر والسموحه يا صاحبي!-
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه 
من إستطاع منكم أن يتحلل من أخيه وهو حي فل يفعل الآن فل اليوم سهلة وغدا صعبة' وفي قول اخر فيما معناه في يوم لا ينفع فيه درهم ولا دينار؛-
والحديث واضح كما وضوح الشمس في رابعة ظهيرة يوم صيف
وفي الختام 
في الصورتين مقارنة يستطيع المرؤ سواء عاش حياته في تلك القرية او عاشها في وسط تلك المدينه أن يدخل الجنة بعد توفيق من الله بتطبيق الحديث كاملاً الذي بدأت به الخاطرة اعتقادا وقولاً وفعلاً
وتقبلوا من اخوكم "ابن رديف"أجمل ما في الكون اللهم ارزقنا الصحة والعافية  والسعادة في الدارين وحسن الختام 
ودمتم بحفظ الله ورعايته